فتحت مراكز الاقتراع، صباح الأحد، أبوابها أمام الناخبين اللبنانيين، في أول انتخابات نيابية في البلاد تعقب سلسلة أزمات، بينها انهيار اقتصادي واحتجاجات غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية وانفجار كارثي في بيروت. وبدأ التصويت من الساعة السابعة صباحا (04:00 بتوقيت غرينتش) في 15 دائرة انتخابية مع تنافس المرشحين على 128 مقعدا.ويحق لأكثر من 3,9 ملايين ناخب، أكثر من نصفهم من النساء، التوجه إلى صناديق الاقتراع التي ستبقى مفتوحة حتى الساعة 19,00 (16,00 ت غ) لتبدأ بعدها عملية فرز الأصوات. ومن المرجح أن تعلن النتائج النهائية في اليوم التالي. وقال مصور لوكالة فرانس برس في أحد مراكز الاقتراع في بيروت إن فتح صناديق الاقتراع تم وسط زحمة لمندوبي ومتطوعي اللوائح المتنافسة داخل المراكز وفي باحاتها، وسط انتشار أمني. وتشكل الانتخابات أول اختبار حقيقي لمجموعات معارضة ووجوه شابة أفرزتها احتجاجات شعبية غير مسبوقة في أكتوبر 2019، طالبت برحيل الطبقة السياسية. و في هذا البلد ذي الموارد المحدودة، والبنى التحتية المهترئة والفساد المستشري في مؤسساته، يتنافس 718 مرشحا بينهم 157 امرأة، للفوز بمقاعد البرلمان. ويتوزع هؤلاء على 48 قائمة انتخابية. ورغم ازدياد عدد المرشحين المناوئين للأحزاب التقليدية مقارنة مع انتخابات 2018، لا يعول كثر على تغيير في المشهد السياسي يتيح معالجة القضايا الكبرى. فالأحزاب التقليدية التي تستفيد من تركيبة طائفية ونظام محاصصة متجذر، لم تفقد قواعدها الشعبية التي جيشتها خلال الأسابيع التي سبقت الاستحقاق. وتجري الانتخابات على وقع انهيار اقتصادي صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ 1850، بات معه أكثر من ثمانين في المئة من السكان تحت خط الفقر. كما تأتي بعد نحو عامين من انفجار الرابع من غشت 2020 الذي دمر جزءا كبيرا من بيروت وأودى بحياة أكثر من مئتي شخص، وتسبب بإصابة أكثر من 6500 آخرين.وشهدت الانتخابات الأخيرة في 2018 حصول حزب الله الشيعي، المدعوم من إيران، وحلفائه على 71 مقعدا من 128 مقعدا في البرلمان.