يدخل فريق الوداد الرياضي، غمار النصف الثاني من منافسات البطولة الوطنية الاحترافية على وقع أزمة مالية خانقة، تجلّت في عدم قدرته على إجراء انتدابات جديدة خلال "الميركاتو" الشتوي الأخير، وذلك بسبب العقوبة المفروضة عليه من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم، نتيجة تراكم ملفات النزاعات التي قاربت 900 مليون سنتيم. ونتيجة التسيير، الذي يصفه جمهور الفريق بالانفرادي لسعيد الناصري، رئيس الفريق، أصبح الوداد الرياضي، مهدّداً بخصم بعض النقط من ترتيبه في البطولة الوطنية، بل قد تذهب العقوبات إلى حدّ نزوله إلى القسم الثاني، بعدما عجز عن تسديد ديونه المتراكمة في غرفة النزاعات لدى ال"فيفا". وتخصّ ملفات النزاعات كل من الليبيري وليام جيبور والأرجنتيني أليخاندرو كينتانا والنيجيري ميشيل باباتوندي، بالإضافة إلى الأوغندي جويل مادوندو. من جهة أخرى، تم تجميد مستحقات الوداد الرياضي الخاصة بحقوق النقل التلفزي والتي تبلغ 600 مليون سنتيم، حين طالب بها الفريق الجامعة، هذه الأخيرة "جمّدتها" لعدم عقد النادي لجمعه العام السنوي، لأزيد من سنتين. وبينما كان الفريق في حاجة إلى إجراءات عملية ومستعجلة لتجنيبه المزيد من السقوط وسط الأزمة، إختار سعيد الناصري، السفر إلى جانب رئيس شباب المحمدية هشام أيت منا ورئيس الجامعة الملكية لكرة القدم فوزي لقجع إلى الكاميرون، من أجل حضور مباريات المنتخب الوطني الذي تمّ إقصاؤه من طرف المنتخب المصري في دور الربع من كأس أفريقيا للأمم. ولا طالما نبّه العديد من المتتبعين للشأن الكروي إلى أن الطريقة التي يتمّ بها تسيير فريق عريق وكبير مثل الوداد الرياضي، تتجه به إلى "الهاوية"، حيث تمّ إفراغ الفريق من المنخرطين والأطر التي بإمكانها تصحيح أخطاء الرئيس، والوقوف في وجه قراراته الخاطئة وتصويبها، حيث أصبح الناصري القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة ورئيس العصبة الكروية، ورئيس مجلس عمالة الدارالبيضاء، الآمر النّاهي في القلعة الحمراء، مدعوماً ببعض المنتفعين.