توفي صباح اليوم الأربعاء 5 يناير 2022، الزميل الصحافي يوسف هناني، بعد صراع طويل مع المرض. ورقد الزميل يوسف هناني في مستشفى 20 غشت بمدينة الدارالبيضاء، تحت العناية الطبية المركزة، بسبب تداعيات وضعه الصحي قبل وفاته. واشتغل الزميل الصحافي بجريدتي الاتحاد الاشتراكي وليبراسيون، التابعتين لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل التعازي والرثاء لفقيد الصحافة المغربية، حيث كتب عدد كبير من زملاء وأصدقاء الراحل تدوينات لرثائه، حيث كتب الصحافي في جريدة "الصباح" يوسف الساكت: في حياتي لم أرَ مريضا قهر سرطانا مثل يوسف هناني. لم أر إنسانا خر أمامه المرض اللعين عدة مرات، لصبره وقوه تحمله وجلده ومقاومته الخارقة عدة سنوات. حين يتحدث إليك يوسف عن حكايته مع السرطان، لا تكفيه ثلاث أيام من السرد المتواصل. يستطيع أن يغزل الألم في كُبَب جميلة من الأمل، وهو يتجول بك في دروب معاناة عمرت عدة سنوات دون انقطاع. في كل محطة معاناة، وفي كل معاناة إصرار أكثر على البقاء. فكلما اعتقد السرطان أن تمكن من يوسف، انبعث الأخير مثل طائر خرافي وحلق بعيدا. وكلما أمعن المرض في الخبث، يستل هناني ابتسامته، يحمل حقيبة ظهر، وينسل بين أزقة الحياة. قام يوسف أنواع الأمراض العادية والمركبة، وجرب أشكال الألم. جرب الشلل النصفي وقاوم. جرب تفتت العظام وقاوم. جرب خللا في العمود الفقري وقاوم. نام على بطنه ليال عديدة وقاوم. وعلى ظهره أشهرا مديدة..وقاوم. نام على جنبه حتى تصلب، وقاوم. لم ينم عدة أيام بلياليها وقاوم. غير دمه عدة ومرات وقاوم. وكلما استفاق من عملية، ابتسم، وركب أرقام أصدقائه وحكى لهم باستفاضة، نكاية في كل الدماء الفاسدة. في كل المراحل، وفي جميع اللحظات، حتى أشدها على القلب والأسرة و"الجيب"، لم يستسلم عرف من الأطباء بعدد شعيرات رأسه. وعرف أسماء الأدوية والعلاجات، أحسن من أعتى صيدليي العالم. وزار كل المختبرات ومراكز التشخيص وجرب أنواع "الراديوهات". مرضه كان صدمة لنا جميعا، لم نصدق، ونحن نعرف كيف كان يوسف فراشة الصحافة المغربية، روحها الجميلة، طيبتها، ولمستها الإنسانية، ابتسامتها المشرعة، وخفتها وطراوتها، إذ لا تحلو ندوة صحافية دون يوسف، وتُبلعُ رحلة استجمام مثل علقم في غيابه. أما موته اليوم، ففجيعة.. الله يرحمك خويا يوسف.. سأشتاق إليك.