مُشهرا هذه المرة صفته الدبلوماسية، بوصفه كان سفيرا سابقا للمملكة بالنرويج، ردّ محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، على المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، عقب تأكيد الأخير في تصريح أدلى به أمس الإثنين، أن المسار القضائي الذي قاد إلى الحكم على الصحافي سليمان الريسوني، "يتعارض مع الوعود الأساسية للنظام المغربي حول المحاكمات العادلة للأفراد المتهمين بجرائم، ويتعارض مع وعد دستور 2011، ومع أجندة إصلاح جلالة الملك محمد السادس". وقال التامك في رده على خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية، اليوم الثلاثاء، إنه "قلق" بشأن الموقف الذي أعلن عنه نيد برايس، و"يتمنى صادقا أن يكون تصريحه نوتة نشاز"، قبل أن يصف تعبير الخارجية الأمريكية عن خيبة أملها بخصوص مآل قضية الريسوني ب"المجازفة التي لا تبشر بالخير بالنسبة لمستقبل العلاقات الأمريكية المغربية". وأعرب التامك عن "استيائه وصدمته الكبيرين جراء التصريح المهين الذي أدلى به الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية بخصوص العدالة المغربية وحرية التعبير، وما كان لهذا التصريح من مس بكرامتي وبكرامة المغاربة قاطبة". وزاد مخاطبا برايس: "بأي حق تجرؤ على حشر أنفك في قضية جنائية مغربية صرفة رائجة أمام القضاء تخص مواطنا مغربيا لقيت عناء في تهجي إسمه، وتذهب إلى حد إعطاء الموعظة والدروس للمغاربة؟ كيف تغتر فتسمح لنفسك بالحكم على ما هو مطابق أو منافٍ للدستور المغربي؟ كيف تجرؤ على التمييز بين المغاربة تعلي من شأن بعضهم وتنتقص من قيمة آخرين كما هو الشأن بالنسبة للضحيتين آدم وحفصة؟ هل الأمريكيون الذين يتعرضون للاعتداء الجنسي ذكورا كانوا أم إناثا، هم أعلى شأنا وأكثر آدمية من نظرائهم المغاربة؟" وواصل التامك الاستفهام: "لماذا إيلاء كل هذا الاهتمام لهاتين القضيتين اللتين خيض فيهما طويلا داخل المحاكم وفي الإعلام؟ كم كتب هذان الصحفيان من مقالات وأجريا من تحريات طالتها يد الرقابة؟ وما السر في حرص وزارة الخارجية على عدم إثارة ما يحدث حاليا في الجزائر أو ما حصل في جنوب إفريقيا خلال الآونة الأخيرة؟" مندوب السجون، اعتبر موقف خارجية أمريكا يدخل في إطار ما وصفه ب"التكالب على المغرب في الظرفية الراهنة"، و"تحيزا صارخا وغير مبرر لشرذمة من المتطرفين الإسلاميين واليساريين همهم الواحد الأحد هو خلق البلبلة والجلبة، وذلك على حساب الغالبية العظمى الصامتة من المغاربة". على حد توصيفه. يذكر أن هذه التفاعلات المتواترة، تأتي على خلفية الحكم الابتدائي الذي صدر الجمعة الماضية في حق رئيس تحرير "أخبار اليوم" المتوقفة عن الصدور، سليمان الريسوني، بالسجن خمس سنوات نافذة إثر متابعته بجناية "هتك عرض واحتجاز" الشاب "آدم". وهي التهمة التي ينفيها الريسوني، بينما تقول منظمات حقوقية دولية ووطنية إن سجنه يرتبط بآرائه المنتقدة لجهات في السلطة.