أفاد مصدر قضائي لوكالة الأنباء الفرنسية أنّ سبعة أشخاص سيمثلون الأربعاء أمام قاضي تحقيق فرنسي متخصّص بقضايا مكافحة الإرهاب تمهيداً لفتح دعوى واحتمال توجيه اتّهامات إليهم بشأن المشاركة في الجريمة التي راح ضحّيتها المدرّس صامويل باتي ذبحاً قرب باريس الجمعة. وقال المصدر إنّ الأشخاص السبعة هم قاصران يشتبه بأنّهما قبضا مبلغاً مالياً من القاتل لقاء تزويده بمعلومات عن الضحيّة، ووالد تلميذة شنّ حملة ضدّ المدرّس، والداعية الإسلامي عبد الحكيم الصفريوي، وثلاثة أصدقاء للجاني يشتبه في أنّهم أقلّوه أو رافقوه حين ابتاع سلاحاً. بالمقابل قررت السلطات ليل الثلاثاء إخلاء سبيل تسعة أشخاص آخرين كانوا موقوفين على ذمّة هذه القضية. تسجيل تهديدي للانتقام من الشرطة "لقد قتلتم أخي الشيشاني. ستدفعون الثمن جميعًا، إنها مجرد البداية، أيها العاهرون! "، إنه التسجيل التهديدي المتداول حاليًا داخل مصالح الشرطة التي قامت بتصفية مرتكب الجريمة عبد الله أنزوروف، وبحسب التحقيقات المعمقة فإن هذا التسجيل يعتبر مكالمة خبيثة تلقتها إحدى وحدات الشرطة بعد تصفية قاتل مدرس التاريخ صموئيل باتي. قائد قسم الشرطة المكلف بالقضية أعاد إرسال هذا التسجيل عن طريق الترددات اللاسلكية إلى أعوانه المعنيين لتحذيرهم من إمكانية تعرضهم لاعتداءات انتقامية، التسجيل حمل كذلك تسجيل أناشيد إسلامية، وتسعى مصالح وزارة الداخلية والمديرية العامة للأمن الداخلي لتحديد مصدر هذه المكالمة. وفي قضية قتل المدرس الوحشي تعمل كل من الشرطة القضائية والمديرية العامة للأمن الداخلي على توضيح بعض النقاط الرمادية في هذه القضية، من بينها لماذا وكيف وبفضل من تمكن القاتل من التعرف على معلم كونفلان سانت هونوري في إيفلين والعثور عليه، بينما كان القاتل أنزوروف البالغ من العمر 18 عاما يعيش في منطقة إيفرو الواقعة على بعد حوالي 100 كيلومتر من الثانوية حيث كان صموئيل باتي يمارس مهنة التدريس؟ وتمثل النقطة الأساسية في التحقيقات: الاتصالات الهاتفية والبيانات الرقمية، ولكن أيضًا جلسات الاستماع التي كشفت أن القاتل اتصل بالفعل بوالد الطالبة الذي أثار الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في 6 تشرين الأول/ أكتوبر بعد عرض الرسوم الكاريكاتورية في حصة الدرس من طرف المدرس الضحية. خبرة معقدة في مقطع الفيديو الذي بثه والد الطالبة على مواقع التواصل الاجتماعي، قدم المعني اسمه ورقم هاتفه المحمول وكذلك عنوان الثانوية التي كان يشتغل فيها المدرس صموئيل باتي لأي شخص يرغب في الإبلاغ عن المعلم أو التواصل مع والد الطالبة. وكشفت التحقيقات أن عبد الله أنزوروف تابع هذا الفيديو على الإنترنت وقام أيضًا بالاتصال بهذا الأب من خلال رسائل عبر واتساب. وتحاول الشرطة حاليا تتبع محتوى الرسائل أو المكالمات المتبادلة ما بين الرجلين والتي ستحدد وجود أي رابط رسمي ما بين الرجلين. غير أن مصالح الشرطة المكلفة بالتحقيق أمام مهمة قد تكون صعبة عندما يتعلق الأمر بالرسائل المشفرة، لأن هذه الخبرة لن تكون سهلة مثل قراءة فاتورة بسيطة مفصلة. وبعد المعلومات الأولية بدأت الشرطة ترسم رؤية أوضح حول الطريقة التي تمكن أنزوروف من خلالها التعرف على ضحيته، حيث توصلوا إلى معاملات مالية صريحة قدمها الجاني إلى بعض التلاميذ في الثانوية لوصف المدرس وتحديده عند خروجه من المدرسة، التلاميذ المستجوبون أكدوا عدم معرفتهم لنوايا القاتل، وبحسب ما ورد في اعترف أحد الطلبة، فإن القاتل تحدث عن نيته على إرغام المعلم على الاعتذار على عرضه الصور. سلاح الجريمة بالنسبة لسلاح الجريمة، قام أنزوروف بشرائه في مدينة روان مع صديق يدعى عظيم، ووالد هذا الأخير. المشتبهان بهما يتواجدان رهن الحجز وأكدا عدم معرفتهما الغرض من اقتناء السكين. شأنهما شأن الرجل الذي نقل القاتل من منطقة إيفرو، حيث كان يعيش، إلى منطقة كونفلان سانت أونورين، حيث كان يعمل صموئيل باتي. الرجل الذي سلم نفسه للشرطة بعد معرفتها الحادثة قال أنه لم يتم إبلاغه بالمشروع الإجرامي.