تعليقاً على بلاغ وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، حول النموذج البيداغوجي الذي سيتم اعتماده خلال الدخول المدرسي المقبل، قال عبد الغني الراقي إن صيغة "التعليم الحضوري الاختياري" التي وردت في البلاغ "هجينة وغير واضحة"، مشككاً في أن الوزير سعيد أمزازاي قد يكون "استسلم' لضغوطات لوبي التعليم الخصوصي. وأكد الراقي في تصريح لموقع "الأول" على أنه في الوقت الذي كان ينتظر الجميع، من أولياء وأباء التلاميذ وأطر تعليمية ونقابات، أن تخرج الوزارة للاعلان عن النموذج البيداغوجي الذي سيتم اعتماده خلال الدخول المدرسي المقبل، خرجت هذه الوزارة ببلاغ مثير للجدل، ولم تكن لديها الشجاعة للقول بنموذج معين واحد، بل تركت غموضاً سيكون له تأثيراً كبيراً". واستغرب الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، من "غموض" صيغة "التعليم الحضوري الاختياري"، محذراً من أنها "ستثير عدد من الاشكالات في المستقبل، فكيف سيتمكن الأستاذ أو الأستاذة، من تدريس التلاميذ الذين اختاروا التعليم الحضوري، وفي نفس الوقت سيدرس الذين اختاروا التعليم عن بعد؟". مضيفاً، "إلا إذا كانت الوزارة ستأمر الأطر التعليمية بالتدريس خارج الغلاف الزمني المحدد للعمل، وبالتالي فإن الأمر مستحيل لأنه سيكون فوق الطاقة ". ومن جهة أخرى احتج عبد الغني الراقي قائلاً: "لقد استقبل الوزير ورئيس الحكومة لوبي التعليم الخصوصي، والذي كان يدفع بالتعليم الحضوري، في ظل الوضع الوبائي الخطير الذي تعرفه البلاد، لكي يتمكنوا من استخلاص الأموال من أولياء التلاميذ، وفي المقابل لم يكلف أمزازي نفسه الاستشارة والاستماع لممثلي الأطر التعليمية، النقابات الأكثر تمثيلية". وكانت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أمس السبت، قد قررت اعتماد "التعليم عن بعد" كصيغة تربوية في بداية الموسم الدراسي 2021 -2020، الذي سينطلق في 7 شتنبر بالنسبة لجميع الأسلاك والمستويات بكافة المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية ومدارس البعثات الأجنبية. وأوضحت الوزارة، في بلاغ، أنه سيتم توفير "تعليم حضوري" بالنسبة للمتعلمين الذين سيعبر أولياء أمورهم، عن اختيار هذه الصيغة، على أن يتم وضع آلية تمكن الأسر الراغبة في ذلك من التعبير عن هذا الاختيار، مبرزة أن القرار يأتي نظرا للوضعية الوبائية المقلقة التي تعيشها بلادنا حاليا، والتي تتسم بارتفاع كبير في عدد الحالات الإيجابية وفي عدد الأشخاص في وضعية حرجة وعدد الوفيات.