من خلال نوعيه الأسنان التي لوحظت آثارها على عظم فخذ من بقايا إنسان عاش قبل 500 ألف سنة، عثر عليه في مغارة قرب مدينة الدارالبيضاء، تؤشر على أن ذلك هذا الشخص قد تم افتراسه من طرف الحيوانات اللاحمة الكبرى، حسب دراسة أنجزها فريق من الباحثين بالمتحف الوطني للتاريخ الطبيعي بفرنسا يترأسه Camille Daujeard. الدراسة التي نشرتها المجلة العلمية "PLOS ONE" تقول إن الإنسان خلال منتصف العصر الجليدي، كان في الغالب يتنافس على الأرض وموارد العيش مع كبار الحيوانات المفترسة التي كانت تحتل مساحات كبيرة في نفس المناطق. الفحوصات التي أجريت على جزء من العظام التي تم العثور عليها بالمغرب كشفت تعرضها لكسور عديدة ونهش باستعمال قواطع (أسنان) حيوانات مفترسة، أحدثت شقوقا في عظم الفخذ. وخصوصا في الجزء الأقصى منه، أي الجزء الأكثر ليونة، والذي وُجد مسحوقا تماما. وحسب الباحثين، فهذا هو أول دليل على أن الإنسان القديم (Les hominidés) كان مصدر غذاء بالنسبة للحيوانات المفترسة في هذه المنطقة من المغرب، خلال منتصف العصر الجليدي، وهذا يتناقض مع "حقيقة" أن الإنسان هو الذي كان يصطاد الحيوانات المفترسة ويتغذى عليها في المناطق المجاورة.