عمر شليح (و م ع) لا حديث في الشارع البيضاوي هذه الأيام إلا عن مباراة إياب ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال ، التي ستجمع السبت المقبل بالمركب الرياضي محمد الخامس بين قطبي كرة القدم المغربية الرجاء و الوداد ،في كلاسيكو عربي قوي سيجرى على صفيح ساخن في الميدان و على المدرجات ،مما سيضمن فرجة أكيدة سيستمتع بها الجمهور الرياضي في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج . و يجمع المتتبعون الرياضيون على أن لقاء الاياب سيتميز بالكثير من الاثارة و التشويق ، ذلك أن نتيجته النهائية ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات ، لكون لقاء الذهاب الذي انتهى بالتعادل الايجابي (1-1 ) يعطي تفوقا نسبيا للوداد باعتبار الهدف المسجل خارج الميدان ، مما سيجبر فرق الرجاء على الاندفاع نحو شباك الخصم من اجل التهديف ، في حين سيكون الوداد مدعوا للحفاظ على تفوقه النسبي إما بالحفاظ على نظافة شباكه أو تحقيق الفوز بأية نتيجة . ويدخل فريق القلعة الخضراء هذه المواجهة الحاسمة في ظل متغيرات تقنية هامة شملت على الخصوص الاستغناء على خدمات المدرب الفرنسي باتريس كارتيرون جراء توالي النتائج السلبية ،و تعويضه بابن الفريق الاطار التقني المغربي جمال السلامي ، الذي سيدخل تحديا كبيرا يتمثل في ارجاع الفريق الى سكة الانتصارات ،والتي ستكون أولى حلقاتها التأهل الى دور الربع من بوابة الغريم التقليدي الوداد. و استعداد للمواجهة الحارقة ، فضل السلامي رفقة طاقمه المساعد المكون من يوسف السفري و هشام أبو شروان الدخول بالمجموعة الرجاوية في معسكر تدريبي مغلق ببوزنيقة،ابتداء من اليوم الخميس و إلى غاية السبت المقبل، موعد المباراة ، علما ان هذه الاستعدادات ستشهد غياب كل من عمر بوطيب وعمر العرجون، بسبب الإصابة و عبد الاله حافيظي جراء فقدانه للتنافسية . في حين فضل فريق الوداد التنقل الى مراكش لخوض معسكره الاعدادي بعيد عن الضغوطات ، حيث أجرى مقابلة ودية مع فريق برميدس المصري انتهت بالتعادل السلبي (0-0)، وشكلت مناسبة أمام مدرب الوداد الصربي زوران مانولوفيتش لاقحام مجموعة من اللاعبين الاحتياطين الذين يمكن أن يزج بهم في هذه المباراة الحاسم في ظل افتقاد القلعة الحمراء لخدمات مجموعة من اللاعبين الرسميين في مقدمتهم رجل الوسط صلاح الدين السعيدي، والمهاجم أيمن الحسوني، بداعي الاصابة ،علاوة على المدافع الايمن عبد اللطيف نصير ومتوسط الميدان يحيى جبران، بسبب العقوبة الانضباطية للاتحاد العربي . بالمقابل، ينتظر أن يستعيد زوران مانولوفيتش خدمات ثلاثة لاعبين من العيار الثقيل ، بعد عودتهم لاستئناف تداريبهم بشكل عادي علما أنهم غابوا في وقت سابق بسبب الإصابة، ويتعلق الأمر بكل من رجل الوسط المتألق وليد الكرتي و الجناحين بديع أووك، و إسماعيل الحداد . وفي انتظار إياب حارق يعد الجميع بالقوة والندية والإثارة ، ينتظر المتتبعون بشوق معاينة فصل جديد من فصول التنافس الابدي بين جماهير الغريمين البيضاويين ، حيث ستكون مدرجات المركب الرياضي محمد الخامس أو ملعب الرعب مسرحا لعرض آخر ابداعات مجموعات الالتراس ، التي خطفت الانظار خلال لقاء الذهاب وجعلت المتتبعين العرب في حيرة من امرهم امام جمالية الصورة و روعة الابداع الجماعي بل وسافرت بهم الى عوالم التشجيع الاحتفالي الاسثنائي التي لا يمكن مشاهدته الى في ملاعب البونبونيرا في الارجنتين و ماراكانا في البرزايل و السان سيرو في ايطاليا . ومع انطلاق العد العكسي للموعد الحاسم شرعت مجموعات الاتراس في تعبئة الأنصار و إعداد التيفوهات و اللوحات التشكيلية و ما يرافق ذلك من أغاني حماسية ،غالبا ما تضفي جمالية على الديربي ،الذي يعد بشهادة المراقبين من أقوى الديربيات العالمية ،وأكثرها متابعة ،و هو ما شكل فرصة أمام الاتحاد العربي لكرة القدم للترويج بشكل أكبر للمسابقة التي يشرف على تنظيمها. و الواقع أن هذا التنافس الشريف المنقطع النظير عربيا و افريقيا بين جماهير القلعتين الخضراء و الحمراء اضفى قيمة استثنائية على الدريبي البيضاوي في حلته العربية ،ذلك ان أجواءه الحماسية و الدافئة عكست بما لا يدع مجالا للشك أن جماهير الفريقين كانت و لاتزال و ستبقى علامة مسجلة على الصعيد العالمي ،وهو ما ستعمل مجموعة قنوات ابو ظبي الرياضية مجددا على رصده من خلال تغطية استثنائية ستوظف فيها إمكانيات تكنولوجية ضخمة غير مسبوقة، لتعكس كل هذه القيمة وكل هذا التميز و الذي يجعل من المملكة المغربية بالفعل بلدا استثنائيا . تجدر الاشارة الى ان الاتحاد العربي لكرة القدم عين مؤخرا طاقما تحكيما لادارة هذا اللقاء سيتكون من حكم الوسط محمود البنا، بمساعدة مواطنيه تحسين أبو السادات كمساعد أول، و أحمد حسام كمساعد ثاني، إلى جانب الحكم الرابع أمين عمر.