عاش مرتادو وموظفو مركز صحي بجماعة مصمودة التابعة لإقليم وزان، فصول فيلم رعب حقيقي على شاكلة الأفلام الهوليودية، بعدما شهدوا السبت الماضي هجوما مسلحا، بطله جانح كان في حالة تخدير متقدم. وكشفت المعطيات الأولية للبحث، أن الجانح اقتحم بوابة المركز الصحي وأشهر سلاحه الأبيض وهو ما مكنه من الدخول إلى المرفق الصحي وتنفيذ اعتداءاته على المرضى والمرتفقين والعاملين والأطر الطبية، التي وصلت إلى درجة محاولة الاغتصاب. وأضافت يومية "الصباح" عن مصادر متطابقة، أن "المقرقب" أحكم قبضته على قسم المركز الصحي وشرع في بسط قانون الغاب به، بالدخول عنوة إلى وسط مرافقه و"العربدة" فيها، وهو ما خلف إصابات في صفوف من حاول صد سلوكه المرعب. وأظهرت وقائع الهجوم، خطورة الأفعال الإجرامية التي ارتكبها الجانح الذي كان في حالة اندفاع قوية، إذ استغل الفوضى والجلبة التي عمت المركز الصحي بعد انتشار الهلع وسط المرتفقين وعائلاتهم والأطر الصحية، ليتجه نحو إحدى الممرضات محاولا اغتصابها وإشباع رغباته الجنسية. ولولا شروع الممرضة في الصراخ وتجاوب بعض المرتفقين مع طلبات النجدة التي أطلقتها، لاغتصبت، إذ مكنت مقاومتها الجاني رغم خطورته واندفاعه من الخروج بأقل الخسائر وتفادي تطور الوضع إلى الأسوء. وأوردت المصادر أن الجانح بعدما فشل في اغتصاب الممرضة، قرر مهاجمة طبيبة المركز الصحي والاعتداء عليها رفقة امرأة حامل، التي لولا تخليصها لفقدت جنينها، قبل أن يقوم بمغادرة مسرح الجريمة وكأن شيئا لم يقع. وكشفت المصادر ذاتها، أن مشهد عربدة "الجانح" إضافة إلى الهستيريا التي كانت مسيطرة عليه، أثارت الرعب في صفوف مرتادي المركز الصحي من مرضى ومرتفقين وأطر طبية، ما جعلهم يفرون بجلدهم للنجاة من تهديدات الجانح الذين كان في حالة هستيرية يصعب معها كبح جماحه، وهو ما أثار حالة من الفوضى بمكان الحادث. وعلمت الصحيفة، أن "المُعربد" مازال حرا طليقا باعتبار أنه مختل عقليا ولا يمكن إخضاعه للمساءلة، وهو الوضع الذي دفع بالعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بوزان، لمطالبة السلطات الأمنية والقضائية بضرورة عدم تركه حرا طليقا تحت أي مبرر كان لما في الأمر من خطورة على عموم المواطنين. وشددت العصبة على أنه نتيجة لهذا الحادث المروع فإن الممرضة التي تعرضت لمحاولة الاغتصاب لم تستطع الالتحاق بعملها إلى حدود كتابة هاته الأسطر، نتيجة الظروف النفسية الصعبة التي تمر منها حاليا جراء هذا الاعتداء البشع وكذا عدم إحساسها بالأمن ومخافة أن يكرر المعتدي فعلته الخطيرة، خصوصا أنه مازال حرا طليقا بدعوى أنه "يعاني اضطرابات نفسية وعقلية".