قالت شبكة “بي بي إس” الأمريكية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تحدث لأول مرة عن دوره في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. جاء ذلك في لقاء حصري مع “مارتن سميث”، مراسل برنامج “فورت لاين” الذي تبثه الشبكة، حيث سيتزامن بث الحلقة كاملة مع ذكرى اغتيال خاشقجي في الأول من أكتوبر القادم، ويكشف عن صعود ولي العهد ومدى تورطه بالجريمة. وقالت الشبكة: “منذ عام تقريباً، أدى مقتل كاتب العمود في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول إلى صدمة عالمية”. وأضافت أنه “منذ ذلك الحين كان محمد بن سلمان صامتاً بشأن تورطه في العملية، التي قالت وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) إنه من أمر بتنفيذها، لكن الرياض تنكر ذلك”. وأشارت الشبكة إلى أنه الآن، وبعد مرور عام على مقتل الرجل، أخبر محمد بن سلمان المراسل سميث أنّ “هناك مسؤولية، فالجريمة حدثت في عهدي”، لكنه يصر أنها حصلت دون علمه. ولفتت الشبكة إلى أنه بعد أسابيع من مقتل خاشقجي وصف الأمير عملية القتل بأنها “بشعة”، ووعد بالتحقيق فيها، مع تأكيد مستمر من السلطات السعودية أن ولي عهد الملك لم يكن لديه علم بالعملية المارقة. بحسب “بي بي إس” ضغط مارتن سميث على ولي العهد حول كيفية حدوث جريمة بهذا الحجم دون علمه بها، فبرر بن سلمان ذلك بالقول: “لدينا 20 مليون شخص، لدينا 3 ملايين موظف حكومي”. تساءل سميث: “ويمكنهم أن يستقلوا إحدى طائراتكم؟”، إشارة إلى فريق الاغتيال المكون من 15 شخصاً الذي قيل إنه كان وراء موت وتقطيع خاشقجي، والذي طار من وإلى إسطنبول على متن طائرات مملوكة للحكومة السعودية. فأجاب: “لديّ مسؤولون ووزراء لمتابعة الأمور، وهم مسؤولون، ولديهم السلطة للقيام بذلك”. وقال سميث إن جمال خاشقجي أخبره قبل أشهر من مقتله وكأنه كان يشعر: “أنا لا أريد أن أكون أحد المنشقين عن النظام، ولكن في الوقت نفسه لا أريد أن أذهب إلى البيت وأكون صامتاً مرة أخرى”. وأحدثت الجريمة صدى دولياً واسعاً، وشغلت الرأي العام، وتسببت في توتر علاقات كثير من الدول مع السعودية، وسط اتهام أطراف مختلفة لمحمد بن سلمان بالتورط شخصياً فيها.