إصدار جديد يعرفه المشهد الأدبي والثقافي المغربي، كاتبه المغربي يوسف الطاهري الذي عانى ويلات السجون في زمن سمي “بالجمر والرصاص”، عنوان مولوده الأدبي الجديد “قالت أمي للسجان”، وهي رواية جاءت بعد إصدارين ناجحين “ياما غدا العيد” التي إصدارها سنة 2010، و ديوان “كية لحروف” الذي نشر في 2016. وحول هذه التجربة الجديدة التي تنتمي لصنف أدب السجون، يقول الناقد جواد المومني في تصريح ل”الأول”، إن “الرواية تعرض بشكل تفصيلي وعبر سرد سلس منساب، أحداثا واقعية اجتماعية وسياسية، ذات صلة بحراك شعبي و بهبات جماهيرية مؤطرة عرفها مغرب الثمانينات من القرن الفائت، قابلها النظام القائم بكل وحشية و عسف معهودين”. ويضيف المومني، أن “الرواية دارت جل وقائعها بمدينة بركان شرق المغرب، في تضامن و تفاعل مباشر ومواز مجسد على أرض الواقع مع كل بؤر التوتر أنذاك : الناظور، تطوان، الحسيمة… حيث الاعتقالات الواسعة في صفوف الحركات التلاميذية و الطلابية و كل المنتسبين لليسار بشكل عام”. وأبرز المومني أن “الرواية تصف صنوفا من التعذيب الوحشي داخل الكومساريات و أقبية الاستنطاق غير القانونية و السجون، حيث مورست شتى أنواع القمع والترهيب على كل المساهمين في الحراك السياسي، بل إن البطش طال عددا من عامة الشعب، مما أعطى لردة فعل السلطة طابع العشوائية والتنكيل السادي بهدف الإخراس و الإسكات المرعبين”. المومني شدد على أن “حضور ” الأم” في الرواية، كان مهما وجاء بدلالات إنسانية عميقة و قوية”، مشيرا إلى أن “ذلك جسد واقع معاناة عائلات المعتقلين السياسيين، التي اكتوت بلهيب البطش المخزني، حيث العجز عن دفع الأذى عن فلذات الكبد، و حيث مرارة و أوجاع التغييب القسري”. المتحدث ذاته ختم كلامه قائلا، “الرواية إذا، عمل أدبي توثيقي لمرحلة مظلمة بكل المقاييس من تاريخ الشعب المغربي، ويمكن إدراجها ضمن الشهادات الحية على عصرنا”.