يتكرر المشهد كلما اقترب موعد أحد الأعياد الدينية، داخل المحطة الطرقية أولاد زيان وأمامها فيما يشبه السوق “السائب”، حيث ينتشر وسطاء بيع تذاكر الحافلات مستغلين الضغط الكبير الذي يعرفه الإقبال على الحافلات، ليفرضوا أثمنة خاصة بهم للتذاكر لا يجد أمامها المواطن سوى الانصياع والقبول. وتعيش المحطة الطرقية بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء في هذه الأيام فوضى عارمة، فبالرغم من تواجد شبابيك مخصصة لاقتناء التذاكر إلا أن نوعاً من المتطفلين على القطاع أو ما يعرف ب”الشناقة” يعترضون سبيل المسافرين بمجرد وصولهم إلى المحطة بشكل غريب، ويشرعون في بيع التذاكر بطريقة أقل ما يمكن القول عنها انها تتم ب”الاكراه” نظراً للضغط الذي تعرفه المحطة خلال الأيام التي تسبق عيد الأضحى. وعاين “الأول” وجود مجموعة من الشبان يتحركون بين أروقة المحطة بنشاط كبير يحملون بين أيديهم دفاتر للتذاكر ويفرضون أثمنة باهظة على المسافرين من الدارالبيضاء باتجاه مدن أخرى، بالمقارنة مع الأيام العادية، وتصل الزيادات في بعض الأحيان إلى مائة بالمائة، وبالرغم من ذلك، ومع قلة العرض وكثرة الطلب على الحافلات يضطر المسافرون للرضوخ لهذه الأثمنة. وبالرغم من الشكوى التي دائماً ما توجه حول فوضى أسعار تذاكر الحافلات وعدم التنظيم البادي للعيان ووجود أشخاص غرباء يقتنصون ضحاياهم من المسافرين، فإن المسؤولين عن سير المحطة لا يحركون ساكناً مما يطرح علامات استفهام كبيرة حول دورهم في توفير خدمة تحفظ كرامة وجيب المواطنين المترددين على المحطة الطرقية؟. “ما يجري في المحطة الطرقية لا يمكن تصوره، يستغلون رغبة الناس في قضاء العيد مع عائلاتهم ويقومون بابتزازنا وزيادة الأثمنة بشكل صاروخي… هادشي بزاف”، هكذا علق أحد المواطنين بعد أن دفع ثمن تذكرته على مضض. وتتعدد الحالات لتصبح عامةً، خصوصاً أن هؤلاء الأشخاص يلتصقون بالمسافرين مثل ظلهم حتى وصولهم إلى شباك التذاكر ويقدمونهم إلى العامل بالشباك على أنهم زبائن لهم لينتزعوا عنوةً عمولة عن كل تذكرة، تصل إلى 10 دراهم أو 20 درهم حسب مزاج “السمسار”.