قال حكيم بنشماش، رئيس مجلس المستشارين، إن المملكة المغربية جعلت من التعاون جنوب-جنوب محورا استراتيجيا في سياستها الخارجية. وأضاف أن هذا الخيار يرعاه ويقوده الملك محمد السادس، وهو ما جسدته الزيارة التاريخية لبلدان امريكا اللاتينية سنة 2004، وكذا دعوته في الخطاب الملكي الموجه لقمة إفريقيا-وأمريكاالجنوبية الأولى المنعقدة بأبوجا (نيجيريا) سنة 2006إلى “بلورة رؤية مستقبلية، تخدم المصالح المشتركة لدولنا”، حيث أشار الملك بالمناسبة نفسها إلى أن تلك القمة “تتيح الفرصة المواتية للاتفاق على إقامة شراكة استراتيجية، ترتكز على قيمنا المشتركة، المتمثلة في الحرية والديمقراطية والتضامن، وتطمح إلى تجسيد تعاون جنوب – جنوب، قائم على الاحترام المتبادل والتنمية المستدامة، وتحقيق الرخاء لشعوبنا”. وأكد بنشماش، في مداخلته في الجمعية العامة لبرلمان أمريكا اللاتينية والكاراييب، اليوم الجمعة بالعاصمة البنمية، أن المملكة المغربية، القائمة في علاقاتها الخارجية على مبدأ حسن الجوار وتنويع الشراكات الدولية، عبرت دوما عن تشبثها بعمقها الإفريقي باعتباره خيارا لا رجعة فيه. وأوضح أن المملكة المغربية حريصة على تمتين أواصر الأخوة والتعاون الاستراتيجي مع الدول العربية الشقيقة، واستثمار إرثها التاريخي والثقافي المشترك مع دول أمريكا اللاتينية وفق رؤية استشرافية تقوم على الإيمان المطلق بقدرة بلداننا على تقديم بدائل سياسية وتشريعية انطلاقا من إمكاناتها الذاتية، وذلك عن طريق الاستثمار الأمثل لمبدأ التكامل الهادف إلى تحقيق مداخل الاندماج في إطار التعاون جنوب – جنوب. في السياق نفسه، قال بنشماش إن ما تعيشه شعوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكاراييب في الوقت الراهن، من تشابه في القضايا والتحديات المطروحة والتحديات المتعددة والمتنامية المرتبطة بالمتغيرات الجيو-سياسية على الصعيد العالمي، و على بلدان القارتين وشعوبها، تستلزم تفعيل اختصاصات مؤسساتنا التشريعية عبر اعتماد دبلوماسية برلمانية مندمجة قوامها الندية والفاعلية تروم الترافع الفعال لتحقيق الإنصاف والعدالة، لشعوب القارتين لما لحقها من تمزيق لأوطانها واستغلال لثروراتها ورهن بنيوي لمستقبلها ومصيرها المشترك، خصوصا في ظل ما يوفره واقعنا اليوم كذلك من آفاق وفرص تاريخية لإرساء شراكة حقيقية تكون في مستوى نموذج للتعاون جنوب- جنوب. ونبه إلى أن دول المنطقتين تعرف نهضة متميزة على المستويات السياسية والفكرية والاقتصادية، تتوج مسارات من الدمقرطة والمصالحات السياسية، وهي الدينامية التي أفرزت جيلا جديد من القادة الديموقراطيين، المتحررين من العقد الإيديولوجية، ويعملون بقدر معقول من البرغماتية السياسية، من أجل استقرار بلدانهم، وضمان التنمية الاقتصادية والرفه الاجتماعي لشعوبها. ومن هذا المنطلق، يؤكد بنشماش، “ترافعنا وتشاورنا وعملنا سويا لأزيد من سنتين من أجل تأسيس المنتدى البرلماني الافريقي الامريكو لاتيني ليكون بمثابة شبكة بين-جهوية مستقلة للبرلمانات الوطنية في القارتين الإفريقية وأمريكا اللاتينية، و فضاء للحوار التفاعلي البناء وأرضية لالتقائية العمل البرلماني في أفق تيسير الاندماج الجهوي وتعزيز التعاون جنوب- جنوب، ونتطلع إلى أن يكون هذا المنتدى بمثابة آلية للترافع وإسماع صوت شعوب القارتين بشأن قضايا السلم والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة والعدالة المناخية والحكامة الديمقراطية العالمية وسيادة القانون وحقوق الإنسان”.