إعداد جواد التويول (و.م.ع) يواجه فريق نهضة بركان، مساء يوم غد الأحد، على ملعب “برج العرب” بالإسكندرية فريق الزمالك المصري، في مباراة الحسم لحساب إياب نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم. وستكون مباراة الغد حاسمة ومصيرية لكلا الفريقين، حيث يرغب كل منهما في تحقيق نتيجة إيجابية لضمان التتويج باللقب القاري الأول في تاريخهما. وتنتظر الفريق “البرتقالي”، مباراة قوية خارج قواعده، أمام فريق مصري عريق، للظفر بهذا اللقب القاري وتأكيد النتائج الايجابية التي حققها طيلة الأدوار السابقة. أما الزمالك فسيسعى خلال هذا اللقاء لتوقيع أداء مرض على ملعبه ووسط جماهيره يعينه على الظفر بهذه الكأس القارية. وأجرى لاعبو النهضة، ثلاث حصص تدريبية بملعب بتروسبورت (26 كلم عن القاهرة)، و”برج العرب” بالإسكندرية، استعدادا لهذا اللقاء الحاسم الذي سيحدد هوية بطل هذه المسابقة القارية. ويحذو عناصر الفريق، أمل كبير في تحقيق نتيجة لافتة تشرف الكرة المغربية، وتمكنهم من الظفر بهذا اللقب الإفريقي لأول مرة في تاريخ النادي، خاصة وأن الفريق وقع على أداء جيد طيلة مسار هذه المسابقة وأزاح من طريقه اندية إفريقية يحسب لها الف حساب من قبيل الصفاقسي التونسي وفيتا كلوب الكونغولي والرجاء البيضاوي. وإذا كان مدرب نهضة بركان منير الجعواني قد أعرب في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، خلال إحدى الحصص التدريبية للفريق عن قلقه من سوء جودة أرضية ملعب “برج العرب” والذي سيستضيف هذه المباراة المهمة، إلا أنه في المقابل أبدى ارتياحه لجاهزية لاعبيه لخوض هذا اللقاء بروح معنوية عالية، بما في ذلك استعادة خدمات لاعب وسط الميدان العربي الناجي بعض تعرضه للإيقاف نتيجة حصوله على إنذارين. وشدد الجعواني على أن فريق النهضة “عاقد العزم على تحقيق الفوز ولا شيء غير الفوز للتتويج بهذا اللقب القاري وإسعاد الجماهير المغربية”، مضيفا “نحن لم نصل الى المباراة النهائية عن طريق الصدفة وإنما عن جدارة واستحقاق لذلك حقنا مشروع واملنا كبير لتحقيق نتيجة مرضية”. وسجل أن عناصر الفريق واعية تماما بأهمية هذا اللقاء وتدرك جيدا صعوبته لأنه سيجمعها بفريق يعد من أحسن الأندية على الصعيد الإفريقي. وأشار إلى أن بلوغ المباراة النهائية هو في حد ذاته “إنجاز تاريخي”، لكن ، يضيف الجعواني، “هدفنا الحقيقي والذي نصبو اليه جميعا هو الفوز وتحقيق انتظارات جماهيرنا الغفيرة”. وأبرز الجعواني ان “لقاءات النهاية تربح ولا تلعب، لذلك حرصت على حث كافة اللاعبين على التركيز الذهني قبل كل شيء”. أما لاعب النهضة عمر النمساوي، فأعرب من جهته عن أمله في “تحقيق نتيجة إيجابية أمام فريق مصري كبير، لتعزيز حظوظ النادي البرتقالي في التتويج بكأس الكاف”. وقال النمساوي، في تصريحات مماثلة “نحن جاهزون لإكمال المهمة التي تنتظرنا والعودة باللقب لإسعاد جماهيرنا المغربية”، مشيرا إلى أن استعدادات الفريق “مرت في أجواء سلسة وإيجابية، والكل واع بالمسؤولية الملقاة عليه، من أجل توقيع أداء جيد طيلة أطوار المباراة”. من جهته، أكد مدرب فريق الزمالك، السويسري كريستيان كروس في تصريحات صحفية، على أهمية هذه المباراة وصعوبتها في الآن ذاته، لأنها ستجمع فريقه بناد مغربي متماسك استطاع أن يحقق نتائج لافتة في كافة أدوار البطولة. ورغم أن كروس أعرب عن “طموح كبير للفوز بلقب الكونفدرالية الإفريقية لكنه في نفس الوقت، دعا اللاعبين إلى عدم التهاون في هذه المباراة الحاسمة وخوضها بكل عزيمة وإرادة”. وأضاف “فرصتنا ستكون جيدة أمام جماهيرنا لتقديم مباراة قوية تليق بسمعة نادي الزمالك لتحقيق اللقب، لكن يتعين علينا وهذا هو المطلوب من لاعبينا تقديم اداء جيد وتسجيل أكبر عدد من الأهداف”. وسيفتقد الزمالك لخدمات كل من اللاعبين التونسي حمدي النقاز، وعمر السعيد، بعد حصولهما على الإنذار الثاني، في لقاء الذهاب، إلى جانب غياب لاعب وسط الميدان، التونسي فركاني ساسي بسبب الإصابة، غير أن كروس ما فتئ يبدي تفاؤله بنتيجة المباراة، معربا عن أمله في تحقيق أول لقب إفريقي في مساره كمدرب. ومهما يكن من أمر فإن موقعة “برج العرب” ستكون حافلة بالتفاصيل إن داخل المستطيل الأخضر أو خارج التماس، لأن كل فريق درس منافسه بشكل معمق واستعد بقوة للمباراة متسلحا بخبرات لاعبيه، وهو ما سيضفي على هذا النهائي العربي عنصر التشويق والمنافسة الحادة أملا في الفوز. وأسندت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف) إدارة هذه المبارة للحكم الإثيوبي باملاك تيسيما، بمساعدة زكالي زويس من جنوب إفريقيا، والحاج ماليك سامبا من السنغال، إلى جانب الحكم الرابع التونسي صادق السالمي. كما اختار الكاف، الزامبي جاني سيكاوزي لتولي مهمة حكم الفيديو المساعد (الفار)، بمساعدة جيربا كامارا من السنغال، ووليد أحمد من السودان. وكان نهضة بركان قد فاز في لقاء الإياب، بهدف دون رد أحرزه التوجولي لابا كودجو رافعا رصيده من الأهداف إلى 8 وليتصدر ترتيب هدافي مسابقة الكونفدرالية. وجدير بالذكر أن الزمالك يحتاج للفوز بفارق هدفين من أجل التتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخه. في المقابل يحتاج نهضة بركان للتعادل السلبي على أقل تقدير للفوز بهذه الكأس القارية. ومعلوم أن الفرق المغربية هي الأكثر تتويجا بكأس الكونفدرالية عكس الأندية المصرية التي لم يسبق لها التتويج بهذا اللقب القاري. وتوجت بهذه الكأس فرق الكوكب المراكشي سنة 1995 والرجاء البيضاوي عام 2003 والجيش الملكي سنة 2005 واتحاد الفتح الرياضي عام 2010 والمغرب الفاسي سنة 2011 والرجاء البيضاوي مرة اخرى عام 2018.