عبر رئيس مجلس اللوردات البريطاني، اللورد فولر، عن اعتزازه وعميق سعادته بأهمية الزيارة التي يقوم بها حكيم بن شماش، والتي تندرج ضمن مسار علاقات صداقة متجذرة عبر التاريخ، بين المملكة المتحدة والمملكة المغربية. وابرز رئيس اللوردات، خلال مباحثاته مع بن شماش رئيس مجلس المستشارين والوفد المرافق له بمقر مجلس اللوردات البريطاني، مستوى الشراكة القائمة بين مجلس المستشارين ومؤسسة وستمنستر للديمقراطية، معربا عن أمله في أن تتعزز أكثر في المستقبل، ومبديا في ذات الوقت إعجابه بما تزخر به المملكة المغربية من مؤهلات في المجالات الاقتصادية، ولا سيما منها قطاع السياحة. من جهته، نوه بن شماش رئيس مجلس المستشارين، بعمق ومتانة العلاقات الثنائية القائمة بين المملكتين، والتي بلغت اليوم ما يزيد عن 800 سنة من التعاون المثمر، مشيرا إلى أن علاقات التعاون القائمة بين المملكتين تعود إلى تقاسمهما لنفس التطلعات والتحديات وسعيهما الدائم إلى النفع المشترك، مذكرا بأهمية الفرص التي يتيحها الموقع الجيوستراتيجي للمغرب كبوابة بين أوروبا وإفريقيا من أجل الارتقاء بمستوى العلاقات الاقتصادية بين المملكتين. وأكد بن شماش، في ذات السياق، على أن مجلس المستشارين يتوق إلى ارتياد كل الآفاق الممكنة للارتقاء بمستوى الشراكة بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة، معبرا عن رغبته في إطلاق منتدى برلماني حواري بين مجلس المستشارين ومجلس اللوردات البريطاني بمناسبة زيارة هذا الأخير للمغرب في غضون الأشهر القليلة المقبلة، وذلك تلبية لدعوة رسمية وجهها له رئيس مجلس المستشارين. وفي ارتباط بالموضوع، بسط بن شماش مجموعة من المواضيع المقترح التداول فيها بشكل مشترك في إطار المنتدى البرلماني الحواري المقترح، من قبيل: قضايا الأمن، الهجرة، التغيرات المناخية، ومكافحة الإرهاب والتطرف. وتفاعلا منه مع اقتراحات بن شماش، أكد اللورد فولر، بأن مجلس اللوردات يدعم كل المبادرات الرامية إلى الارتقاء بمستوى الحوار والتنسيق بين المؤسستين التشريعيتين، بما يعود بالنفع المشترك على المملكتين. كما عبر عن استعداده لزيارة المغرب في أقرب الآجال والمشاركة في إعطاء الانطلاقة للمنتدى البرلماني الحواري البريطاني-المغربي، مبرزا تقاسم المملكة المتحدة والمملكة المغربية نفس التحديات والهواجس. هذا، وقد حظي موضوع حقوق المرأة وتمدرس الفتيات بحيز هام من المباحثات الثنائية بين الجانبين، على إثر تساؤل رئيس مجلس اللوردات عن مدى تقدم المملكة في تحقيق أهداف السياسات العمومية ذات الصلة. وفي هذا الاطار، أكد بن شماش بأن تمكين المرأة المغربية من حقوقها كاملة، هو ورش مفتوح ضمن أوراش الإصلاح الديمقراطي التي دشنها المغرب، وأن دعم تمدرس الفتيات، ولاسيما الفتيات القرويات، يعد جزءا لا يتجزأ من الأوراش الإصلاحية الكبرى التي انخرطت فيها كل القوى الحية بالمغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، ومن ضمنها الاستراتيجية الجديدة للنهوض بالتعليم. يذكر أن حكيم بن شماش رئيس مجلس المستشارين، يقوم بزيارة عمل رسمية إلى المملكة المتحدة خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 5 مارس 2019 مرفوقا بحميد كوسكوس الخليفة الثالث لرئيس المجلس، والعربي المحرشي عضو مكتب المجلس، وذلك بناء على دعوة من مؤسسة وستمنستر للديمقراطية.