قال الأمير مولاي هشام أنه منذ القطيعة مع الملك محمد السادس والتي بدأت بعيد وفاة الحسن الثاني، لم ير الملك إلا مرتين. ويضيف الأمير في حوار سيبث قريبا على قناة “BBC”،”بعد أن قلت رأيي (للملك) بصراحة، قيل لي يا فلان لا تدخل القصر ولا تعود إليه”. بهذه العبارة يصف مولاي هشام بداية القطيعة بينه وبين القصر الملكي في المغرب. يستعيد تاريخ توتر العلاقات داخل الأسرة، والذي بدأ مع والده الأمير عبدالله شقيق الملك الحسن الثاني، الذي يقول عنه أنه “كان دائماً في قلب الأحداث المهمّة وفي الوقت ذاته على الهامش” وأرجع ذلك إلى ما وصفه بالجفاء والإقصاء الذي عاناه والده من شقيقه الملك. ونشر موقع القناة البريطانية مختصرات من الحوار الذي سيذاع يوم الإثنين، يضم معلومات كشف عنها الأمير مولاي هشام للمرة الأولى في كتابه “سيرة أمير مبعد”، تصوّر تفاصيل من حياة القصور الملكية في المغرب، وتكشف وجهاً خفياً للعائة الملكية في المغرب. طفولة هشام العلوي في القصر الملكي لم تكن طفولة هادئة، كان شاهداً على انقلابين ضدّ عمّه الملك، في محاولة الانقلاب الأولى رفع جندي السلاح بوجه والدته لقتلها وفي الثانية شاهد حمام دم في المطار. يتذكر مشاهد من مهامه الدبلوماسية، في فلسطين ضمن بعثة جيمي كارتر لمراقبة الانتخابات، وكيف تعرض كارتر لضغوط أميركية لمنعه من مقابلة حركة “حماس”. وفي كوسوفو حيث اكتشف عشرات المقابر الجماعية وكان البحث عن المفقودين من ضمن مهامه هناك. فيتذكر مدى صعوبة العمل مع الضحايا وذويهم وجمع شهاداتهم والاستماع الى ما تعرّضوا له. الأمير هشام هو حفيد رياض الصلح، أول رئيس وزراء للبنان بعد الاستقلال، وتربطه قرابة بالأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز الذي يقول عن احتجازه في فندق الريتز في الرياض في السعودية، إنه كان مخالفاً للقوانين، بما فيها القوانين السعودية. يعتبر أن استيعاب المغرب لموجة “الربيع العربي” حصل بسبب “التحايل”، وأن الدستور الجديد الذي أقر قدّم بعض المزايا لكن لم يستفد منها لأن هناك مشكلة عامّة في المغرب، خاصة في علاقة المؤسسات ببعضها البعض. يقول إن الانتخابات التي جرت آنذاك كانت شفافة لكنها في العمق كانت “مزوّرة هيكلياً”. وأن التغيير في المغرب ليس مطروحاً حالياً.