أصبحت التفاهة والخروج عن المألوف، هو القاعدة الثابتة التي ينطلق منها عدد من "نجوم البوز" وهواة تسلق "الطوندونس”، في عدد من المجالات التي تحظى باهتمام المغاربة، خصوصا الفن والموسيقى، بعد أن أصبح البحث عن عدد المشاهدات في اليوتوب هو الهدف الأساسي لأي "منتوج" فني. وأصبح "التراند"، أو "ما يبحث عنه رواد الأنترنيت"، هو "المحرك الأساسي للعملية الإبداعية" لعدد من "اليوتيبرز" (youtubers)، وكلما أثار المنتوج "دغدغة" مشاعر القاصرين، وخرج عن "المألوف"، كلما زاد شد انتباه عدد أكبر من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن لأي باحث أن يزور صفحة "الطوندونس" في اليوتوب كي يكتشف مستوى "الإبداع" المتدني الذي أصبح هو السمة الأبرز، باستثناء بعض الإنتاجات المحترمة. "ساري كول" إحدى رواد موقع "يوتوب"، التي لاقت شهرة كبيرة مؤخراً في المغرب بسبب فيديوهاتها التي تتناول فيها عددا من "القضايا"، إنضمت إلى "جوقة" متسلقي "سلم الطوندونس"، بعد أن أطلقت كليب لأغنية جديدة لها، لا يختلف مضمونها عن مضمون حلقاتها التي كانت تنشرها قبل ذلك. وتمكن الفيديو المنشور تحت عنوان "ها هوا" من التربع على عرش "الطوندونس" المغربي، بعد يومين من إطلاقه، كما تخطى حدود المغرب ليتمكن من احتلال الرتبة الثالثة ل"طوندونس" الجارة الشرقية الجزائر. وفي ذات السياق، أطلق بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حملة تحت شعار "لا تجعلوا الحمقى مشاهير"، والتي تحث رواد شبكات التواصل الاجتماعي على عدم متابعة بعض من اعتبروهم "حمقى"، لأنهم يزيدون في شهرتهم "مجانا"، دون ان يكون لهؤلاء ما يقدمونه لمتتبعينهم، بل إن أغلب، ما ينتجونه -تجاوزا- يصب في اتجاه تخريب أذواق الناشئة، ويشجع الأطفال الصغار والقاصرين على السير على منوالهم. كما توجه الواقفون وراء هذه الحملة إلى أصحاب المواقع الإخبارية الإلكترونية، بالتوقف "حالا"، عن استجواب هؤلاء "الحمقى"، ومتابعة أخبارهم، وألاّ يعميهم البحث عن "البوز"، والرغبة في زيادة عدد "النقرات" والمشاهدات، عن الدور المنوط بهم، ألا وهو القيام بتنوير المجتمع، والعمل من أجل خدمة حق المواطنين في الوصول إلى المعلومة، وليس تضليله بأخبار زائفة، ومواضيع تافهة.