أفادت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، اليوم الأربعاء، بتاونات بأن هناك عدة مشاريع في طور الإنجاز تهدف كلها إلى تنمية سلسلة التين، وذلك في إطار الدعامة الثانية ل”مخطط المغرب الأخضر”. وأوضح المدير العام للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية جواد بحاجي في كلمة باسم الوزارة خلال افتتاح الدورة الخامسة للمهرجان الوطني للتين، أن هذه المشاريع، من بينها برنامج التنمية المندمجة لقطاع الأشجار المثمرة وتأهيل وحدات تثمين التين بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية، يتم إنجازها في إطار تعاقدي مع التنظيمات المهنية الممثلة للفلاحين المستفيدين. واعتبرت أن قطاع التين بإقليمتاونات حيوي نظرا لأهميته الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بحكم الظروف المناخية التي يتميز بها الإقليم، مقدمة بعض الأرقام منها أزيد من 53 ألف طن كمعدل للإنتاج السنوي من هذه الفاكهة بالإقليم خلال العشر سنوات الأخيرة، “وهو رقم يمكن تجاوزه بالنظر لمؤهلات تاونات خاصة من خلال عمليات التشجير وتأطير أمثل للفلاحين”. وبعد أن ذكرت الوزارة بتوفر الإقليم على ثلاث وحدات عصرية لتثمين التين بطاقة تحويلية تعادل 1500 كلغ في اليوم، دعت كافة المتدخلين للعمل على تطوير وتنمية الطاقة التحويلية لهذه الوحدات لاستيعاب جميع إنتاج الإقليم من هذه الفاكهة، والرفع من القيمة المضافة لفائدة فلاحي المنطقة، والقطع مع الطرق التقليدية للتجفيف والتلفيف والخزن، التي تنعكس سلبا على الجودة. وأشارت إلى أن إقليمتاونات استفاد، منذ انطلاق “مخطط المغرب الأخضر”، من 21 دعامة ثانية كلفت غلافا ماليا إجماليا يقدر ب 5، 343 مليون درهم، منها 5 مشاريع تخص سلسلة التين بغلاف مالي قارب 5، 17 مليون درهم، فضلا عن استفادة هذه السلسلة ، على غرار سلاسل فلاحية أخرى ، من جملة من الإعانات على مستوى المغروسات والمعدات والتجهيزات التي تمكن من التثمين الأفضل للمنتوجات. ومن جانبه، شدد عامل إقليمتاونات صالح داحا على أن النسخة الخامسة من المهرجان الوطني للتين محطة سنوية من أجل الوقوف على مدى تنفيذ البرامج الهادفة إلى تنظيم هذا القطاع وتنميته تماشيا مع أهداف “مخطط المغرب الأخضر”، مثنيا على الجهود التي تبذلها الوزارة من أجل تنمية التين وتطويره تسويقه. وعدد داحا برامج الوزارة بخصوص القطاع، منها غرس المحيطات المخصصة لهذا المنتوج في إطار منظم وعصري، وإنتاج الشتائل الملائمة مع تنظيم برامج خاصة للتوعية والإرشاد لصالح المنتجين، والعمل على تحسيس الفلاحين المنتجين لتحسين المردودية التجارية لهذا المنتوج ومطالبتهم بإعادة غرس المحيطات المتأثرة بظاهرة الاحتباس الحراري أو لعدم الرعاية الصحية لأشجار التين. وقال إن كل هذه الجهود والإمكانيات “قد تؤهل الإقليم لاستقطاب استثمارات فلاحيه كبرى توفر مناصب شغل إضافية، وتساهم في الرفع من مردودية الإنتاج الفلاحي، وتثمين المنتوجات الفلاحية عن طريق عصرنة وسائل الإنتاج، وبالتالي إبراز دور الإقليم في النسيج الاقتصادي الوطني”. وافتتح في إطار النسخة الخامسة من المهرجان الوطني للتين المنظمة ، من 19 إلى 22 شتنبر الجاري، تحت شعار “الاستثمار في قطاع التين رافعة للتنمية المجالية”، وبإشراف من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، معرض يضم أروقة تعرف بكافة مراحل إنتاج التين وبمشتقاته، وكذا فضاء الاستشارة الفلاحية الذي يتضمن 6 شبابيك تقدم خدمات استشارية للفلاحين على المستويات المالية والإدارية والتقنية. كما نظم يوم دراسي حول موضوع “الاستثمار والتحفيزات التي تقوم بها الدولة في مجال تطوير وتثمين التين”، على أن تتواصل فقرات الدورة بقافلة المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية لتحسيس الفلاحين حول تنظيمهم وحول التجارب الناجحة في زراعة التين. ويهدف المهرجان إلى إبراز المؤهلات التي تزخر بها بعض جهات المملكة لتنمية سلسلة التين بالإضافة إلى خلق فضاء للقاء والتواصل وتبادل التجارب والخبرات بين المهنيين وبناء الشراكات. كما تعد التظاهرة التي تنظمها المديرية الجهوية للفلاحة لجهة فاس-مكناس بشراكة مع عمالة إقليمتاونات وبمساهمة مجلس الجهة والمجلس الإقليمي والغرفة الفلاحية الجهوية ومجلس جماعة تاونات وأطراف أخرى، مناسبة للمنتجين والمهنيين للاطلاع على أحدث التقنيات في ميدان إنتاج وتثمين فاكهة التين، وعلى الفرص المتاحة في إطار “مخطط المغرب الأخضر” لتنمية السلسلة عبر مختلف البرامج والمشاريع التي هي في طور التنفيذ. وتعد شجرة التين واحدة من الأشجار المثمرة المهمة بجهة فاس-مكناس، وتبلغ مساحتها بالجهة 28 ألف هكتارا، ويصل الإنتاج الجهوي لهذه الفاكهة إلى ما يناهز 95 ألف طن، لتمثل هذه السلسلة بذلك 53 في المائة من مساحة شجرة التين على الصعيد الوطني و32 في المائة من الإنتاج الوطني.. واختير إقليمتاونات لاحتضان المهرجان الوطني نظرا لمكانة هذه الزراعة بالإقليم الذي ينتج وحده 78 في المائة من الإنتاج الجهوي لفاكهة التين.