في افتتاح سلسلة نشاطات يوم الثقافة الفلسطينية التي تتواصل حتى الثلاثين من الشهر الجاري، أعلنت وزارة الثقافة المطربة الفلسطينية ريم بنا شخصية العام الثقافية للعام 2016، في حفلة أقيمت في قصر رام الله الثقافي أمس. وقالت الفنانة التي تقاوم السرطان في جسدها كما تقاوم الاحتلال عبر أغنياتها، بصوت بالكاد يخرج من حنجرتها: «سعيدة باختياري شخصية العام الثقافية بالإجماع. أطمئنكم بأن صحتي جيدة، لكن المشكلة الوحيدة التي أعانيها الآن هي تلك المشكلة التي تحول دون تقديم أغنيات جديدة، إذ أعاني شللاً في الوتر اليساري لأسباب مجهولة». وأضافت: «أنتم تعرفون أن صوتي كان سلاحي الوحيد ضد الاحتلال، ضد الكيان الصهيوني، ضد إرهاب الدولة الصهيونية التي قتلت وشردت وذبحت وحاصرت ونفت، وما زالت تمارس أبشع جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، ولكن إذا بت غير قادرة على العودة إلى الغناء، فهذا لا يعني أن سلاحي سقط… سلاحي لم يسقط لأنني ما زلت قادرة على تقديم الكثير لخدمة شعبي وفلسطين الوحي الأول والأخير بالنسبة إلي. فلسطين الخطوط الحمراء، وأتحدث عن فلسطين التاريخية، فلسطين الكاملة من الشمال إلى الجنوب. هذا التكريم هو لفلسطين ولأرواح الشهداء وكل الأسرى والمعتقلين ولكل اللاجئين الذين ننتظر يوم عودتهم إلى بلدانهم الأصلية». وبعدما تسلمت الجائزة من رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله ومحافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام ووزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو، قالت بنا: «على رغم الصعاب التي أعيشها، وعلى رغم أن صوتي بالكاد يخرج، سأستمر وسيبقى صوتي سيفاً قاطعاً وحاسماً على رقبة الاحتلال». وقال بسيسو: «منذ اللحظة الأولى التي فكرنا فيها باختيار شخصية العام 2016، كان اسم ريم بنا يطرح نفسه بقوة عبر كل أعمالها التي قدمت في السنوات الماضية، والتي مثلت قيم الصمود والبناء والعمل، ولكل ما تمثله من معان وقيم، ولكل ما نستطيع أن نراه في هذه الأعمال من ثبات وحياة والإصرار على الذهاب إلى الغد بخطى واثقة. ريم بنا تختصر كل ما نريد قوله عن فلسطين، وعن نضالات فلسطين، وعن المرأة الفلسطينية، وعن ماضينا وغدنا وحاضرنا، لا يكفيها القول ولكن أن تكون شخصية العام الثقافية لعام 2016، هي خطوة تقديرية ورمزية لهذه الفنانة القديرة». لم تأبه بنا باستمرار سلطات الاحتلال بوضع يدها على مياه الفلسطينيين عنوة، فصهيل خيول أغنياتها يخترق كل الحواجز العسكرية لمغتصبي الأرض المدججين بالسلاح، هي التي تحارب الموت باستمرار، ذلك الموت الذي يزرعه الاحتلال في كل فلسطين، وذلك السرطان الذي بات يقاسمها جسد ابنة الناصرة ابنة الحياة، هي التي قالت: «أنا أناضل ضد الاحتلال، والاحتلال سرطان، وكما أناضل ضد الكيان الغاصب لأرضي، أناضل ضد الاحتلال السرطاني لجسدي، وعبر الفن أيضاً». وريم بنا مغنية وملحنة فلسطينية وهي أيضاً موزعة موسيقية وناشطة، وُلدت عام 1966 في مدينة الناصرة وهي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ. درست الموسيقى والغناء في المعهد العالي للموسيقى في موسكو وتخرجت عام 1991. لها ألبومات موسيقية يطغى عليها الطابع الوطني، كما أن لها ألبومات خاصة بأغانٍ للأطفال، ولها أيضاً مشاركات في احتفالات ونشاطات عالمية لنصرة حقوق الإنسان، ويتميز أسلوبها الموسيقي بدمج التهاليل الفلسطينية التراثية بالموسيقى العصرية.