وسط عشرات الآلاف من المواطنات والمواطنين من مختلف الأعمار جاؤوا من مختلف مناطق المغرب ومن خارجه لحضور الحفل الإختتامي لفعاليات الدورة 14 لمهرجان "تيميتار" بساحة "الأمل" بأكادير، كان هذا اللقاء الجميل بين زعيمين سياسيين شابين: عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار بالمغرب الذي اتخذ له كشعار "أغراس_أغراس"، والدكتور أدال روبيد، رئيس حزب الحركة الديمقراطية للتجديد بالنيجر الذي يتخذ له كشعار "تارنا".. كان عزيز أخنوش سعيدا وهو يستقبل بحفاوة أخاه الدكتور أدال روبيد، وسط هذا الفضاء الفني والثقافي الذي امتلأت سماؤه بأغاني مغربية وإفريقية أصيلة تقطعها بين الفينة والأخرى شعارات أمازيغية يهتف بها عشرات الآلاف من الشباب يصرون على تأكيد الهوية العريقة لشمال إفريقيا والساحل: "إيمازيغن_إيمازيغن".. ما أشبه الأمس باليوم لازلت أتذكر الدورة الأولى لمهرجان "تيميتار"، والتي نظمت مباشرة بعد أحداث 16 ماي 2003 الإرهابية. كنا وسط نفس عشرات الآلاف من المواطنات والمواطنين، وكان إلى جانبنا نفس عزيز أخنوش في نفس الحفل الاختتامي.. ولم يكن لعزيز أخنوش بعد أي دور سياسي كبير.. فجأة، رن هاتف عزيز أخنوش، ورأيت كيف أن ملامح الرجل تغيرت تماما وبدأ يستمع لمخاطبه ببالغ التقدير والإحترام، ثم.. في لحظة من التأثر البالغ، اغرورقت عيناه بالدموع.. بعدما انتهى من المكالمة الهاتفية، عاد عزيز أخنوش إلى جانبنا، ورفع نظره إلى صورة الملك محمد السادس التي كانت معلقة في إحدى اللوحات وسط ساحة "الأمل"، وقال : "الحمد لله..". قلت ما أشبه الأمس باليوم الأحداث الإرهابية التي عاشتها مدينة الدارالبيضاء في 2003 لازالت جراحها لم تندمل بعد. "طيور الظلام" الذين كانوا بالأمس السبب الرئيسي وراء هذه الأحداث الإرهابية، لازالوا اليوم بيننا.. يشيعون ثقافة العنف والقتل والمنع ومصادرة الحرية ويحاربون الفن والثقافة والعلوم والفكر.. "طيور الظلام " لازالوا بيننا يحاربون كل ما يرمز للعقل والعقلانية، للحداثة والانفتاح والتعددية والمساواة والعيش المشترك.. ولهذا أيضا يحاربون الثقافة والهوية الأمازيغية لأنها حاملة لقيمة القيم وهي : الحرية / "تيليللي". "طيور الظلام " يحاربون اليوم "تيميتار" وغيره من التظاهرات الثقافية والفنية الحاملة لقيم الحرية لأنهم يريدون بسط سيطرتهم على المغرب لفتح أبوابه أمام جحافل الوهابية والإخوانجية الدمويين.. فبعدما نجحوا في زرع تنظيمات موالية ل "داعش" الإرهابي بمنطقة الساحل والصحراء، هاهم اليوم يحاولون زرع نفس الخلايا ببلاد مراكش.. وأول ما يحاولون القيام به هو محاربة ثقافة الحرية وقتل الفن الأصيل والتصدي لفكر التنوير والعقل.. "الأمازيغية ليست مجرد لغة أو ثقافة، إنها نمط حياة.. حياة الحرية".. هذا ما قاله الدكتور أدال روبيد وهو يودع أخاه عزيز أخنوش على أمل لقاء قريب في معركة أخرى ضد "طيور الظلام" التي تعمل جاهدة لاكتساح شمال إفريقيا.. "الأمازيغية نمط حياة.. حياة الحرية "..