تكللت سماء مدينة كاليننغراد اليوم الاثنين بأغاني وتشجيعات الجمهور المغربي لأسود الأطلس، وهي تعيش احتفالا خاصا تقبلته ساكنة المدينة الروسية بوئام وحفاوة . وعرفت ساحة النصر، النصب التذكاري للحرب العالمية الثانية، منذ يوم السبت تدفقا كبيرا للمشجعين المغاربة، الذين حجوا الى هذا المكان الرمزي في أجواء احتفالية منقطعة النظير تجاوب معها المارة بشغف كبير، على الرغم من سوء الأحوال الجوية التي أجبرت الاتحاد الدولي لكرة القدم على إحداث تغييرات على الحصص التدريبية، سواء بالنسبة للمنتخب المغربي أو نظيره الإسباني، حتى لا تتضرر أرضية "أرينا بالتيكا". ولم تفكر كثيرا ساكنة مدينة كالينينغراد، هذه الحاضرة الروسية التي تقع بين ليتوانيا وبولونيا داخل فضاء الاتحاد الأوروبي بالكامل وهي معزولة تماما عن بقية جغرافية روسيا، للانضمام إلى حشد المغاربة وأخذ الصور الشخصية معهم والتجاوب مع تشجيعاتهم والتمايل على إيقاع الأغنية المغربية الأسطورية "العيون عينية ". وتجاهل الجمهور المغربي نكسة ومرارة الهدف المفاجئ الذي سجل على المنتخب المغربي في الأنفاس الأخيرة من المباراة التي جمعته بالمنتخب الإيراني وعدم الرضا عن "ظلم التحكيم" خلال مقابلة أسود الأطلس خلال المباراة التي أبدع فيها المغاربة، وعادوا الى أجواء الابتهاج والاحتفال رغم الأمطار المنهمرة على الساحة الرمزية لمدينة كالينينغراد ،التي زينوا فضاءها بعلم مغربي عريض زاد الساحة بهاء وجمالا. وأصرت أعداد وافرة من الجمهور المغربي، عشية المقابلة، على حضور الحصة التدريبية الأخيرة التي أجراها المنتخب الوطني، التي فتحت فقط لوسائل الإعلام لمدة ربع ساعة، و حرص سكان حي لوكومتيف المجاور لملعب التداريب على متابعتها، و الذين رحبوا بجانب من المغاربة في منازلهم بكل حفاوة لتشجيع المنتخب المغربي من نوافذ شققهم المطلة على الملعب. وكانت مفاجأة سارة لأسود الأطلس، اغتنمها هيرفي رينارد للرفع من معنويات لاعبيه وتحميسهم لإجراء مباراة قوية وجميلة و اسعاد الجمهور، الذي ساندهم بكل قوة وكثافة منذ انطلاق هذه التظاهرة الكروية. وقال نور الدين، الذي جاء خصيصا من اوتريخت (هولندا) "عبرنا روسيا بينما كان الفريق يسافر وسنبقى وراء أسود الأطلس ونحن نستمتع بالسعادة التي يجلبها اللاعبون لنا". ومن جانبه، قال مهدي "كنا نفضل الجمع بين الانتصار ومتعة السفر، إلا أن ما أظهره الفريق الوطني بلعبه كرة قدم حقيقية ومفتوحة وبدون حسابات يرضينا "، معربا عن ثقته في اللاعبين لأنهم قادرون على منح الجمهور المتعة التي يستحق. و المهدي،ابن الدارالبيضاء، من بين القلة من الجمهور المغربي، الذين أسعفهم الحظ للحصول على تذكرة سفر على متن رحلة جوية من موسكو الى كالينينغراد، في حين أن المئات من المشجعين الآخرين اضطروا إلى القيام برحلة طويلة (أكثر من 1200 كلم)، فيما العديد منهم لم يتمكن من مغادرة العاصمة الروسية لعدم توفره على تأشيرة "شينغن".