قالت نبيلة منيب الأمينة العامة لحزب الاشتراكي الموحد، "تحية لهيئة الدفاع و لهيئة دعم المعتقلين و عائلاتهم، تحية للزفزافي و رفاقه الصامدين أمام الغطرسة و الظلم". وأضافت منيب في تدوينة نشرتها على حسابها على فيسبوك أمس الجمعة، "حضرت اليوم 6 أبريل، محاكمة نشطاء قياديين على خلفية حراك الريف السلمي في الوقت الذي لازالت الاعتقالات مستمرة و ما يسميه المعتقلون "عقاب جماعي" أيضا مستمرا. القضاء يجرجر المحاكمات و كأنه ينتظر توجيهات لم تأت بعد و يحاول التيئيس بعدما فشل مخطط التخويف و التخوين. فلا يمكنك إلا أن تشعر بالحسرة على وطن محتجز و على حضور محاكمة الشباب السلمي الذي يطالب بالإصلاح و بالعيش الكريم في حين ينعم المفسدون بالإفلات من العقاب و لا أقول بالحرية لأن الحرية لا ينعم بها إلا الأحرار و لو كانوا خلف قضبان الظلم. فرغم المناخ البئيس الذي كان يخيم على الجلسة، فإن هيئة الدفاع تجعلك تشعر بالفخر بقامات خبرت المحاكم و المظالم و شباب وجد نفسه وسط المعركة و انخرط فيها بإباء. و تنظر إلى الشباب المعتقل بتهم واهية، حيث يؤكد المحامون و هيئة دعم المعتقلين الذين يتابعون المحاكمات باستمرار، أن الملف يكاد أن يكون فارغا. وعندما يطول السيناريو البئيس. تسمع أصواتا تصدح بالحقيقة، و عيون واثقة في عدالة القضية و تعتز بكونها تضحي ليرحل الظلم و الفساد و الاستبداد عن الوطن. هؤلاء الشباب بصموا مسيرة الانعتاق و العزة بأسلوبهم و شموخهم. أما عن الأباء و الأمهات الواقفين و الواقفات كالأهرامات معتزين بصنف من الأبناء، كنا نظنه في انقراض خاصة مع تفشي ظاهرة الانحناء و الركوع والتملق و امتهان النهب و السطو على العقارات و الخيرات". واسترسلت منيب قائلة، "لقد تألمت كثيرا لصرخة الصحافي المهداوي، لقد كانت تحمل نبرة الشعور بالحكرة و الظلم المبين و التعسف. كما استمعت بتأثر لمرافعة ناصر الزفزافي و أحد رفاقه الذي يخوض إضرابا عن الطعام بعدما اعتقلوا مؤخرا، أخاه الذي كان ياتي لزيارته.. رأيت وجوها شاحبة لشباب مناضل يحمل شارة النصر و يبتسم لكي لا تبكي الأمهات. لماذا يجري هذا في وطني و أي خطر يمثله المعتقلون و على مصالح من؟ إن الفساد و الاستبداد و عدم استقلال القضاء هو ما يهدد السلم و الأمن و كذا لوبيات الفساد و الاحتكار و المنتخبون الفاسدون الذين يستغلون مناصبهم لمراكمة الثروات و جعل الأوضاع تزداد سوءا و الثروة تتمركز في أيادي قليلة بينما تتسع دائرة المحرومين و الذين إذا ما سولت لهم أنفسهم المطالبة بالحقوق المشروعة فمصيرهم هو الاعتقال و التنكيل. فإلى متى ستستمر هذه المقاربة التسلطية و تجعل القمع الممنهج يطال المحتجين السلميين في كل الجهات التي سئمت من انتظار نصيبها في التنمية كجرادة و أوطاط الحاج و إميضر و….". وختمت منيب قائلة، "فإذا كان المنتظم الدولي، الذي يرعى مصالحه، لا يكترث لمصالحنا وحقنا في استكمال وحدتنا الترابية فذلك راجع لغياب المناعة التي تمنحها الديمقراطية الحقة و الجهوية المتطورة والمتضامنة و العدالة الاجتماعية و المساواة و الكرامة. إن تقوية الجبهة الداخلية مدخل لتقوية المغرب خارجيا و هو ما لا يرغب فيه من يؤبد الاستبداد و رديفه الفساد. أطلقوا سراح المعتقلين مصلحة الوطن في تجاوز المقاربات البائدة و في احترام حقوق الانسان و صيانتها أطلقوا سراح المعتقلين أوقفوا العبث.. لنطلق حملة وطنية للتضامن و لنتعبأ من أجل المطالبة بالإفراج عن المعتقلين الأبرياء".