قال السيد سعيد بن جبلي الرئيس المنتخب لجمعية المدونين المغاربة، أنه سيدفع بكل المستندات التي تخوله - بحسب المسطرة القانونية بالبلاد - إشهار جمعيته الوليدة. رهان وأسس مدونون مغاربة جمعية، قالوا أنهم بحاجة لها لتحسيس الفضاء المدون، والمجتمع عموما، بأهمية ودور المدونات على شبكة الانترنت. وأعترف السيد بن جبلي في اتصال مع القسم العربي بإذاعة هولندا "أن الرهان مطروح بقوة أمام الجمعية كي لا يتم حرف حيادها "مع أو ضد" السلطة. ولكنه قال أن ما جرى في الاجتماع التأسيسي أبان عن رغبة للحفاظ على هوية مستقلة للجمعية.. بحسب رأيه. وكان البحث في "سؤال الحرية أم سؤال الثوابت؟" حاضرا في اجتماع "تأسيس جمعية المدونين المغاربة" والذي أعتبره المشاركون فيه حدثا عربيا، وليس مغربيا فحسب، حيث قالوا أنه الأول من نوعه في العالم العربي. اتجاهات متباينة وأبان الاجتماع عن مناقشات تبرز انتماءات المدونين في نقاشهم ومطالبهم، حيث ألمح البعض إلى استبعاد المدونين الذين تعد تدويناتهم خطرا على أمن المغرب ووحدته الترابية، أو الذين ينتمون لجماعات تخالف بسلوكها الدين الإسلامي والأعراف والأخلاق الاجتماعية بالمغرب، ونادى بعض المدونين بترجمة القانون ومطبوعات الجمعية الأخرى إلى الفرنسية. في حين انفتح فريق على كل التيارات والثقافات والتوجهات معتبرين هذه الجمعية مظلة لجميع المدونين المغاربة بمختلف ألوانهم وأديانهم وثقافاتهم. واختتم مساء السبت أعمال المؤتمر التأسيسي (الأول) لجمعية المدونين المغاربة بمقر هيئات المحامين ومعهد حقوق الإنسان بالعاصمة المغربية الرباط بمشاركة أكثر من خمسين مدونا من مختلف الفئات العمرية والثقافية والجهات الحضرية. ميثاق شرف خلافي المؤتمر الذي ختم أشغاله خلال يوم واحد تضمن برنامجه نقاش جملة من القضايا التأسيسية من أهمها عرض القانون الأساسي لجمعية المدونين المغاربة الذي خضع لجملة من التعديلات طالت بعض مواده التي لا تستجيب لطموحات وتطلعات كل المؤتمرين، وأوكلت مهمة التعديل للجنة منبثقة عن المؤتمرين ليتم إعداده للمصادقة عليه. لكن هذا الترحيب بالقانون الأساسي والاهتمام به لم يحض به مشروع ميثاق شرف التدوين وصحافة المواطن الذي اتفقت أصوات أغلب المؤتمرين بأنه سابق لأوانه، وأن بنود مسودة الميثاق التي وزعت على المؤتمرين وتليت عليهم لا تحظى بتأييدهم، وبذلك تم الاتفاق على تأجيل مناقشته والتصويت عليه لجلسات قادمة. انتخابات الجلسة المسائية كانت مخصصة لانتخاب المجلس الوطني لجمعية المدونين المغاربة، وانتخاب المكتب التنفيذي، ورئيس جمعية المدونين المغاربة، وبعد نقاش وجدال طويلين تم اللجوء إلى التصويت لحسم مجموعة من مسائل الخلاف بين المؤتمرين من أهمها تحديد اسم الجمعية الذي تم التصويت على أن يكون الاسم هو "جمعية المدونين المغاربة" في مقابل مقترح طالب بأن يكون الاسم هو "اتحاد المدونين المغاربة". كما كانت آليات اتخاذ القرار والانتخاب داخل الجمعية محور جدل وخلاف بين المؤتمرين، تم حسم هذا الخلاف باللجوء إلى التصويت الذي أسفرت نتيجته بأن يتم اعتبار القرار النافذ هو القرار الذي يحصل على الأغلبية النسبية داخل الجمعية سواء على مستوى المجلس الوطني أو المكتب التنفيذي، كما أجمع المؤتمرون على أن يتم اعتبار جميع المترشحين البالغ عددهم 41 مترشحا أعضاء في المجلس الوطني لجمعية المدونين المغاربة. وأوكلت مهمة انتخاب رئيس الجمعية وأعضاء المكتب التنفيذي إلى أعضاء المجلس الوطني، وفي الجلسة نفسها تم انتخاب السيد سعيد بنجبلي رئيسا لجمعية المدونين المغاربة، العضو الناشط في اللجنة التحضيرية، والحاصل على ليسانس في الدراسات الإسلامية، كما تم انتخاب خمسة عشر عضوا في المكتب التنفيذي للجمعية. ضيوف ودعم وفيما يبدو محاولة جادة لتسليط الضوء على عالم المدونات المغربي، وتعزيزا للاعتبار، لم يخلو الاجتماع من أسماء بارزة مثل الصحافي المغربي عبد الصمد بنشريف الذي حل ضيفا شرفيا على المؤتمر بدعوة من اللجنة التحضيرية، وهو صحافي معروف في الأوساط المغربية بأنه معارض أو "مناضل سياسي" كما وصفه المدونون، وقد سبق له أن دخل السجن بسبب آرائه ومواقفه وهو كما قال أحد المدونين لسان حال المدونين المغاربة. كما إن استضافة هيأة المحامين بالعاصمة الرباط لأعمال هذا المؤتمر وكلمة نقيب المحامين بالرباط السيد محمد اقديم المشجعة والداعمة كانت بمثابة دعم معنوي ومادي للمدونين المغاربة من رجالات القانون بالمغرب، كما قال بعض المدونين .