ادريس زياد لعالم اليوم الدولية كانت فلسطين تتأهب لخوض انتخاباتها التي طال انتظارها، لكن شاء الله أن يلغي عباس هذه الإنتخابات، ربما من أجل القدس كما قيل، لكنه لم يعط اهتماماً للقدس يوم استغاث أهلها بغزة، وأصحاب النخوة والشهامة من القادة، لم يكن إلغاء عباس للإنتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بسبب عدم موافقة العدو على إجرائها في القدس بل كانت في أغلبها، بسبب تحذيرات عربية وغربية وصهيونية واستطلاعات رأي خشية فوز المقاومة، استجاب عباس لهذه الضغوطات والتحذيرات، وأعلن في اللحظة الأخيرة إلغاء الإنتخابات في محاولة منه لعدم إعطاء فرصة للمقاومة بالفوز في ظل تشرذم معسكره الإنتخابي وانقسامه، فوز تيار المقاومة في الإنتخابات يعني بالنسبة لهؤلاء شرعية إضافية وجديدة للمقاومة، ويعني أيضا قوة شعبية وسياسية وانتخابية من وزن آخر، غير شرعية وقوة المقاومة التي حازتها على مدار سنين من العمل والإعداد والممارسة، أقفل هؤلاء جميعاً الباب على المقاومة، حتى تبقى داخل صندوق غزة المحاصرة منذ حوالي 15 سنة، مراهنين على تثوير الشعب عليها، من خلال مزيد من الضغط عليه، وخلق مزيد من المشاكل وخصوصاً في الإقتصاد والمال، إضافة إلى تآكل قوتها ذاتياً حسب اعتقادهم وتصوراتهم، على اعتبار أن الزمن جزء من الحل أو أن الزمن كفيل بالحل، تزامن إلغاء الإنتخابات مع اعتداءات المستوطنين على حي الشيخ جراح بالقدس، وعلى المصلين في الأقصى، ومحاولة اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى يوم 28 رمضان المبارك، استغاث أهل الشيخ جراح و المصلون في الأقصى بغزة، فاستجابت غزة لهم فوراً بإنذار العدو إنذارا نهائياً بعدم التعرض للمقدسيين والمصلين والراكعين في المسجد الأقصى… خاضت غزة معركة سيف القدس لمدة إحدى عشر يوماً متواصلة، كان من ضمنها أيام عيد الفطر، فلم تحتفل غزة بالعيد كغيرها، وقد حققت نصراً اعترف به القاصي والداني، العدو والصديق، ومنعت الإحتلال المغتصب من المساس بسكان الشيخ جراح، وكذلك المصلين في المسجد الأقصى، خرج الفلسطينيون عن بكرة أبيهم في انتفاضة شعبية شاملة في كل أماكن تواجدهم دعماً للمقاومة في دفاعها عن القدس والأقصى، إلى درجة اعتبر المراقبون أن هذا الخروج الكبير يعتبر مهدداً، ليس فقط للعدو بل لاستقرار الإقليم والعالم، تدخل الوسطاء عرباً وعجماً لوقف الحرب ليس حباً في القدسوغزةوفلسطين بل خوفاً على دولة العدو من تبعات استمرار الإشتباكات وتواصلها، وبعد استغاثات نتنياهو للغرب في لقاء أكثر من 70 سفيراً، حين خاطبهم، بأنه يدافع عن مصالح الغرب في هذه المنطقة، وأن حيازة غزة على صورة النصر ليست في مصلحة أحد، خصوصاً هذه الدول، وأن اعتقاد المقاومة بالنصر يعتبر تهديداً. يشاء الله تعالى أن تكون المقاومة دفاعاً عن المقدسات، وأعظم انتصار على العدو منذ نشأة كيانه الغاصب سنة 48، ومنذ احتلاله القدس وسيطرته عليها دون محاولة أي جيش عربي أو إسلامي التصدي للإحتلال الصهيوني، أو دعم المقاومة لتحريره من دنس الأعداء، صمت منظمة التحرير الفلسطينية وعباس على الإعتداءات الصهيونية، أساء كثيراً إليها وما كان أحد يود أن يرى ذلك يوماً، وما زالت هناك فرصة أمامهم من خلال الإنحياز إلى رأي الشعب الفلسطيني والإندماج مع مشاعره وطموحاته، والذي كانت له الهبة في القدسوغزة والضفة و 48 وهي أفضل وأكبر تصويت انتخابي ولا تحتاج إلى دليل… على أسوارك تحطمت أحلامي يا عكا"، قالها نابليون في 1801، واليوم يعيدها النتن ياهو في 2021 "على أسوارك تحطم مستقبلي السياسي يا غزة" صحيفة لوفيغارو الفرنسية تكتب: "تعزز حماس مواقفها في الحرب، وإن كانت لم تنته بعد، وتبدو سيدة اللحظة، ولديها أجندتها الخاصة، رغم أن الغرب يعتبرها كياناً "إرهابياً"، ورغم أن بعض نشطائها قتلوا، لكنها لا تزال صامدة" أما الصحفيون والكتاب الإسرائيليون فهم يقيمون اليوم "الزفّة" للثلاثي المهزوم "نتنياهو وغانتس وكوخافي".