أظهرت الحكومة المغربية ارتباكا كبيرا في التعامل مع احتياجات المغاربة مع ضرورة الحماية من نكسة صحية بخصوص كورونا، و يظهر هذا جليا مقارنة مع حكومات دول أخرى لا تختلف في مخاوفها و ظروفها عن بلادنا ، فعلى سبيل المثال إغلاق المساجد و الحجر الليلي و منع صلاة العيد و إغلاق المطارات كلها أظهرت حجم الارتباك و نقص الدراية و الكفاءة اللازمة للتعامل مع الظرفية مع حفظ الأمن الصحي و دون الإخلال باحتياجات المواطنين و العالقين الذي تأذوا بشكل كبير و تضرروا بشكل لم تتفهمه الحكومة قط، و لم تحاول أن تستدركه في اكثر من مناسبة أو حتى تهتم له . فعلى سبيل المثال المغرب وحده في العالم الذي منع صلاة العيد و كان السماح بها ممكنا مع الاحتياطات اللازمة لساعتين من الزمن كانت لتكون كافة، و تكون بهذا قد عوضت في آخر رمضان الحس الديني و الوطني للمغاربة و الروحانيات المقدسة لديهم في مثل هذه المناسبة ، ناهيك عن أنين العالقين داخل المغرب و خارجه فللأسف الحكومة لم تبد اي نوع من الاهتمام بمشاكل المغاربة المتضررين، وكان دورها ينحصر فقط في الحزم و الشد و الجذب و المنع و استغلال السلط في حين هناك عدد كبير من المغاربة بالمغرب شبه محتجزين ممن لديهم ضرورات لا تسمح ببقائهم بالمغرب ماديا و معنويا ، إما لمرض أو عمل أو أسرة بل هناك حوامل و مستثمرين عالقين و من فقدوا وظائفهم أو هددوا بفقد مساكنهم التي هي تحت الكراء في حين تعلم الخطوط المغربية أنها غيرت مواعيد رحلاتهم لأزيد من ثلاث مرات دون أي اعتبار أو تفهم لمغبة ذلك أو تقديم أي جهد لتنظيم رحلات استثنائية لتحسيسهم باهتمامها بخدمتهم باعتبار ان هذه وظيفة الحكومة ،مما كان سيحل مشاكل العالقين بالداخل و الخارج و للحكومة اشتراط كل الضمانات لتفادي تسرب اي فيروس متحور يمكن أن يسبب نكسة ما . و على هذا فإن الشعور العام لدى المواطنين و الجالية هو التذمر و السخط و عدم الاقتناع بكل الروايات الرسمية التي تعزز التسلط و مساحة صلاحيات السلطات على حساب حقوق مواطنيها ،مع تجاهل المطالب المشروعة التي تابعنا جميعا كيف تتعامل معها سفارات دول اجنبية ببلادنا وخارجها ، و ختاما يحمل المواطنون الحكومة مسؤولية انعدام الثقة و الاحتقان من جراء التعسف الذي طالهم بسبب العنت الرسمي و الذي تسبب في أضرار جسيمة لم يكن رد فعل الحكومة امامها إلا التجاهل و عدم الاكتراث في الوقت الذي لا تبدي فيه أية جدية في الأسواق و المستشفيات و وسائل النقل حيث لا احترام للتعليمات الصحية مع شدة الزحام و ترك الكمامات و هو الشيء الذي يغذي الاعتقاد بأن الجعجعة عالية لكنها من غير طحين و في الوقت الذي ينتظر فيه المغاربة شيء من الاستراحة رغم الانخفاظ الملحوظ في الاصابات و التحكم في الحالة الوبائية إلى حد كبير نظرا للضيق و المنع المستمر على مدى شهور كما تفعل سائر الدول نجد المبادرة إلى الإعلانات الشاذة لزيادة مدة تعليق الرحلات أو الحجر الصحي أو المنع من التنقل الذي أثقل كاهل المواطنين و كأن الحكومة تنتظر الشفاء الكلي و توقف الاصابات الجديدة أو تلقيح كافة المواطنين و هو الشيء البعيد على الأقل على المدى المتوسط و القريب.