لعبت الأقدار لعبتها الساخرة مجددا، اليوم الاثنين، في ملف المواطنين المغاربة العالقين في مختلف دول العالم بسبب إغلاق الحدود الناتج عن تفشي جائحة كورونا، ففي الوقت الذي أعلنت فيه سفارة إسبانيا بالمغرب عن تنظيم رحلتين بحريتين جديدتين من ميناء طنجة المتوسطي إلى ميناء مالقا لإعادة الإسبان والمغاربة المقيمين على أراضيها العاقين بالمغرب، أسقط الخطاب الطويل لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أمام البرلمان بمجلسيه، قضية العالقين من قائمة المواضيع التي تطرق لها. وتسبب "تجاهل" العثماني لمأساة عشرات الآلاف من العالقين في إحباط واستياء كبيرين لهؤلاء وعائلاتهم، خاصة وأن العديد منهم كانوا يتوقعون توضيحات من رئيس الحكومة بخصوص ملفهم، فيما كان آخرون ينتظرون إعلان نهاية حالة الطوارئ الصحية واقتراب فتح الحدود للعودة إلى بلادهم، وهو الأمل الذي تبخر مع إعلانه تمديدا ثانيا على التوالي لفترة الطوارئ مدتها 3 أسابيع، لتستمر إلى غاية 10 يونيو المقبل. ولم يجد العديد من المغاربة العالقين من حل آخر تجاه "الجمود" الذي يعرفه ملفهم سوى الدعوة إلى التصعيد، عبر موجة احتجاجات أمام السفارات والقنصليات المغربية بالمدن التي يوجدون فيها، معتبرين أن عدم تطرق العثماني إلى وضعهم وعدم الشروع في إجراءات إعادتهم إلى ديارهم إلى غاية اليوم، يدلان على أنهم "خارج اهتمامات الحكومة". وعَبْر "مجموعة المغاربة العالقين بالخارج بسبب كورونا" في "الفيسبوك"، كتب شخص يدعى عادل الحاضر "أعتقد لم يعد هناك حل سوى التصعيد باحتجاجات شبه يومية أمام القنصليات للضغط على هذه الحكومة الميتة"، بينما كتب شخص رشيد العسري "اليوم تيقنت بأن الحكومة نستنا إلى الأبد، ولو كلمة واحدة من رئيس الحكومة تجاه العالقين"، بينما أورد شخص يسمى محمد سوليمار "فاقد الشيء لا يعطيه، رئيس الحكومة بعيد عن آمال الشعب المغربي فما بالك بالعالقين". وخيب العثماني أيضا آمال العديد من البرلمانيين الذين حضروا خطابه اليوم بخصوص أزمة العالقين، ومن بينهم البرلمانية عن حزب الاصالة والمعاصرة ابتسام العزاوي، التي سبق أن وجهت لوزارتي الخارجية والصحة سؤالين كتابيين بخصوص هذا الموضوع، والتي علقت "للأسف، وبعد مرور أزيد من 60 يوما منذ تطبيق القرار الحكيم والهام بإغلاق الحدود، لا كلمة ولا معلومة عن المغاربة العالقين بالخارج خلال مداخلة السيد رئيس الحكومة المحترم اليوم أمام غرفتي البرلمان". ورغم العديد من الوعود الصدارة تحديدا عن ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج، بحل الأزمة "قريبا"، يبدو أن موقف العثماني الذي عبر عنه في لقاء تلفزيوني يوم 7 ماس الجاري، والمتعلق بعدم إعادة نحو 28 ألف عالق مغربي إلى غاية إعادة فتح الحدود، هو المستمر إلى حدود اليوم، في الوقت الذي يتحدث فيه العالقون عن مآس اجتماعية ومادية ونفسية صاروا يعيشونها في غربتهم الاضرارية.