قرأت البلاغ المحتشم الذي أصدرته وزارة السيد بوريطة حول شروع المجرمين الصهاينة في تنفيذ جريمة ترانسفير جديدة في فلسطينالمحتلة بطرد العوائل المقدسية من منازلها بحي الشيخ جراح في القدس الشرقية ومنحها لقطعان مستوطنيها، مما تسبب في قيام مواجهات بين اصحاب الارض وبين قوات الغزاة الصهاينة اسفرت عن ازيد من200 إصابة في صفوف ابناء الشعب الفلسطيني .. هذاالبلاغ الذي يبدو أنه مقيد بخطوط حمراء ، لا يمكن تجاوزها، إذ ساوى في ديباجته مابين الضحية والجلاد وتعمدعدم إدانة جريمة الإحتلال بتدنيسها للأقصي بل تحاشى حتى ذكر اسم الكيان الغاصب المعتدي ،هذا الأسلوب الأرعن في التخلي والخذلان ، ذكرني بكتاب "ابن كثير" "البداية والنهاية"الذي يروي في إحدى فقراته عن المعاملة المهينة التى كان جنودهولاكو يخصصونها للاسري من جنود الدولة العباسية التى كانت تترنح آيلة للسقوط ،بحيث لما دخلت قوات هولاكو بغداد صار جنودها يمعنون في إذلال اهلها، و كان الجندي الغازي يرسم خطا اودائرة في التراب ويامر الجندي الأسير أن يبقي ضمن حدودها حتى يعود اليه فيقتله . الجديد في مشهد إذلال اسرائيل لأصقاءها من المطبعين العرب انها لم تعد تكترث لحفظ ولو القليل من ماء وجههم أمام شعوبهم، فتراها تطبق عليهم قانون عدالة المنتصر ،وترسم لهم نفس الدوائر في التراب التى كان جنود هولاكو يرسمونها للجنود اسراهم مع اصدار اوامر صارمة "لشركائهم" الجدد القدامى من المطبعبن بعدم الخروج عنها .والمعروف عن الساسة الصهاينة انه كلما طأطأ الحاكم العربي المهزوم رأسه كلما تمادى هؤلاء في إذلاله أكثر. فمفوضية حقوق الإنسان دعت الصهاينة المحتلين الى الوقف الفوري لعمليات تهجير الفلسطينيين في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية وكذلك ندد الأتحاد الاروبي بانتهاك الصهاينة للقانون الدولى ونفس الشيئ فعل الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة والعالم أجمع يقف الى جانب الحق الفلسطيني ومع سكان حي الشيخ جراح ويندد بالجريمة الشنعاء التى ينوي الصهاينة تمريرها بمحاكم الإحتلال بقوانينها العنصرية ، وحدهم المطبعون من الحكام العرب وقف حمارهم عند عقبة صلف وعنجهية نتنياهو والموستوطنون فابتلعوا ألسنتهم . انه فصل جديد غير مسبوق من فصول الهزيمة ورط فيها الطواغيت العرب أنفسهم لا شعوبهم .