في منطقة مدريد وحدها، يوجد الاف الاطفال القاصرين المغاربة الغير المرفقين ،وصلوا الي اسبانيا عن طريق الهجرة السرية ،منهم من يستفيد من الأيواء بمراكز إلعناية بالقاصرين، ومنهم اعداد كبيرة فضلت أن تعيش حياة أطفال شوارع، ينقسم الرأي العام المدريدي واحزابه السياسية على اختلاف توجهاتها وأيديولوجياتها، حول ظاهرة تواجدهم طلقاء، يؤثثون الفضاء العام بشغبهم وانحرافاتهم السلوكية ، إلى من يتبرم من المشاكل العديدة التي يثيرونها، ويطالب بترحيلهم نحو المغرب، وبين من يتعاطف مع محنتهم كطفولة محرومة، أجبرت على الاقتلاع المبكر من جذورها. في أطار حملته الانتخابية الجهوية للرابع من مايو 2021 ،أقدم الحزب اليميني الهوياتى الأسباني الذي يتزعمه سانتياكو اباسكال على تعميم أشهار لافتة عريضة على محطات المترو والأماكن العمومية بالعاصمة مدريد، تظهر واحدا ممن يسمون في اسبانيا Mena(قاصرون اجانب غير مرفقين) بسحنة مغاربية، تقابله صورة سيدة مسنة إسبانية تتوسطهما رسالة مستفزة لمشاعر كراهية الأجانب، موجهة للمواطن الإسباني، تقول "4700 يورو هو المبلغ الذي ترصده الحكومة لرعاية كل قاصر أجنبي مهاجر غير مرفق، بينما جدتك تحصل على تقاعد بئيس قدره 426 يورو شهريا " وبالرجوع إلى الظروف التى تقف خلف صناعة ظاهرة هجرة الأطفال من المفرب، وخلف تدفقهم على مختلف الجهات بإسبانيا في موجة هجرة غير مسبوقة ، فقد سبق لمجلة "mujerhoy" الإسبانية أن تناولت موضوع الطفولة بالمغرب على أثر احتدام النقاش الاجتماعي حول ظاهرة تواجد أطفال مغاربة غير مرفقين باعدادكبيرة جدا، اذ نشرت نص الحوار المطول الذي أجرته مع السيدة عائشة الشنا، رئيسة جمعية التضامن النسوي، قالت فيه "أن المغرب يعيش حالة فصام غيرمسبوقة ،مشيرة في هذا الصدد إلى أن المغرب يريد كل شيئ وهذه أبرز أسباب العيش في هذا الانفصام". ففي المغرب تضيف السيدة عائشة الشنا، يتم التخلى بشكل سنوي عن 50 ألف طفل، و يوجد في المتوسط 24 طفلا يرمى بهم كل يوم في القمامة، ولا يوجد عندنا إحصاء رسمي عن الأمهات العازبات بالمغرب. من جهة أخري كشفت دراسة سبق أن أنجزتها العصبة المغربية لحماية الطفولة المغربية مع منظمة اليونيسيف وبالتعاون مع منظمات نسائية، أن الأرقام اليوم تشير إلى أن 11.43% من الأطفال يولدون خارج مؤسسة الزواج ،اي مايعادل 153 طفلا يولدون يوميا خارج إطار الزواج ،ويتم التخلى 24 طفلا منهم في الشارع. لاتوجد احصائيات رسمية دقيقة لعدد أطفال الشوارع في المغرب غير أن دراسة سابقة اشرف عليها الباحث الاجتماعي شكيب كسوس، تفيد أن هناك مايزيد عن 30 الف طفل مغربي يعيشون في الشارع، فيما يقول المركز المغربي لحقوق الإنسان، أنه يوجد قرابة 100 الف طفل في المغرب يولدون دون هوية أب، محذرا من ان هؤلاء الاطفال يعتبرون مشروع أطفال الشوارع في المستقبل . هذه المعطيات لا تعني أن الأطفال الذين يأخذون طريق الهجرة نحو اروبا، كلهم ينحدرون من أوساط أطفال الشوارع، بل هناك أسر مغربية تدفعها ظروف الفقر وبطالة الآباء والأمهات وغياب سياسة الرعاية الاجتماعية ،إلى إلدفع باطفالهم الصغار لركوب مغامرة الهجرة والبحث عن مورد رزق بالخارج لإعادة إخوانهم وأخواتهم ،وهنالك أطفال يتم تهجيرهم علي يد مافيات الاتجار بالبشر التى تقدم لضحاياها من الاسر العاجزة عن أعالة اطفالها وعودا عرقوبية كأرسال أطفالها حيث يأتي لها إعداد مستقبل زاهر بإسبانيا الخ… أما بالنسبة لحكومة الإسلاميين، فهي غير معنية لا بقضية اطفال المغرب ولا بهموم الهجرة، لامن قريب ولا من بعيد، هي تضع نفسها خارج التغطية ، وتغلق اذانها بالقطن كالعادةلتفادي سماع مثل هذه السجالات التي تمس بسمعة المغرب وجاليته المقيمة بإسبانيا، متمترسة خلف شعارها الدائم: ياجبل مايهزك ريح.