فرض القرار الذي اتخذته الحكومة الجهوية لمنطقة كطالونيا بادماج مادة تعليم الدين الإسلامي ضمن باقة المقررات التربوية بمدارسها ابتداءا من الموسم الدراسي الحالي ، أهميته على أجندة كافة مستعملي الشبكة العنكبوتية والفعاليات الاعلامية من مغاربة اسبانيا، بنفس القدر الذي اصبح فيه هذا القرار مثار طرح الكثير من التساؤلات حول السياقات السياسية التي يأتي ضمنها، وايضا حول توقيته، وتزامنه مع قرب موعد عقد محاكمة أفراد المجموعة الإرهابية التي نفذت هجمات منطقة الرامبلا ببرشلونة وكامبريلس،التي تبناها تنظيم داعش، سنة 2017 والتي تزعمها أمام مسجد Ripoll عبد الباقي السطي الذي كشفت وسائل اعلام أوروبية ان الإمام يمكن أن يكون قد تقرب خلال قضائه لمحكومية بالسجن بجريمة الاتجار في المخدرات من جهادي سابق شارك في هجمات قطار محطة اطوشا بمدريد سنة 2004… عامل اخر لايستعبد المراقبون وقوفه خلف اسراع حكومة كطالونيا باتخاذ قرار تدريس مادة الدين الإسلامي بمدارسها، يتعلق الأمر بالتقرير الذي سبق أن نشرته صحيفة لاريوخا تحدث عن عجز الداخلية الإسبانية على السيطرة على مراكز العبادة والمساجد باسبانيا، كما تحدث ذات التقرير عن دور لدولة قطر في تمويل العديد من مراكز العبادة خاصة بإقليم كطالونيا وكيف تحولت تلك المراكز والمساجد الي بؤر لنشر التشدد والدعوة للإرهاب… من جهة أخرى وبعيدا عما يدور في كواليس، السياسة يعيش المهاجرون المغاربة في دولة اسبانيا نتيجة سيادة مناخ من التشكيك في مصداقية الخطاب الديني وفي جدية النخب الدينية كواحدة من اسقاطات تقرير جريدة الموندو الشهير على عامل الثقة، حالة من الصراع بين الحفاظ على هويتهم الإسلامية التي تتمتع بخصوصية وبين ضرورة الاندماج في مجتمع يتعارض في كثير من أساليب معيشتهم ومعتقداتهم مع ما ترسخ في داخلهم كمسلمين حول هذا التحدي وكيف التعاطي معه. المشهد الراهن باسبانيا يشهد تحولاً كبيراً بعد أن أصبح عندنا الآن الجيل الثالث والرابع واتساع رقعة الحديث عن الفساد وعن الاغتناء من وراء بزنس العمل الجمعوي المنسوب لبعض باطرَونات الجمعيات الإسلامية الرائجة ملفاتها بالمحاكم الإسبانية بما يعكس حالة لا استقرار للوجود الإسلامي لم تكن في الحسبان ذلك لان المسلمين في اسبانيا تواجههم صعوبات عميقة في عملية اندماجهم بالمجتمع الاسباني في ظل حالة َمن اختلاط المفاهيم وتنوع التاويلات والقراءات لمفهوم الاندماج الذي يفسره رجال الدين وفقهاء وائمة المساجد بأنه إذابة وانسلاخ , وان المسلمين لا يمكنهم أن يندمجوا في سياق المجتمع الغربي الكافر إلا إذا تخلوا عن الكثير من مقوّمات شخصيتهم وهويتهم الإسلامية، هذا دون طرح البدائل لهكذا تاويلات خاطئة ومغلوطة كالدعوة الي الاندماج الإيجابي الذي بموجبه يتفاعل المسلمون مع المجتمع، و يكون لهم دور في خدمته ولكن في الوقت نفسه يحافظون على هويتهم وشخصيتهم، وهم في هذا مثل غيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، علماً بأنَّ قوانين الأنظمة العلمانية لا تمنع محافظة الإنسان على دينه، وأن يكون له شعائره وتطبيقاته والتزاماته. تحريض المهاجر المسلم على عدم الاندماج معناه تركه يعيش خارج المجتمع، أو على هامشه، وهذا بالضبط ماتترجمه بعض، السلوكات الشاذة كاصرار المرأة المغربية على ارتداء الحجاب والبرقع الافغاني والتميز تحت يافطة مايسمى اللباس، الشرعي والسباحة في البحر بالملابس والحجاب؟وعدم مد اليد للمصافحة وكل هذا ليس فيه لا مصلحة للمهاجرة المغربية التي تحجم المقاولات الإسبانية عن تشغيلها ولا مصلحة للمجتمع، الاسباني إذ من المنطقي ان يكون المهاجر المسلم جزءاً من مجتمع الاستقبال يتفاعل معه ويعمل لصالحه كما هو يستفيد من وجوده فيه كمواطن .