إذا كان فعلاً ما أعلنه الرئيس بوتين عن اكتشاف لقاح لڤايررس كورونا خبراً صحيحاً، وإذا صح الخبر أن عشرات الدول حتى الآن طلبت شراء مليار جرعة، وأن الجرعة ستباع بعشرة دولارات، والعالم كله يعاني من الڤايروس، فهذا يعني أن روسيا ستجني أرباحاً أكبر من بيع النفط والغاز… لكن حسب البروتوكولات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية فإن اللقاح يجب أن يجتاز اختبارات سريرية دقيقة ومعقدة قد تطول لسنوات قبل الإعتماد النهائي، وعليه قد يكون اللقاح الروسي لم يمر من تلك المراحل، ولننتظر التعليقات الرسمية من منظمة الصحة العالمية والجهات البحثية والدوائية العالمية… في حين أن بعض العقول تظن أنها وصلت رغم أنها لم تتخلص من تبعات التأخر ولم تستفق بعد وتنتفض لواقعها، بل انغمست في الفساد المتنوع وتاهت وفاتَها قطار العلم والإبتكار، وهي مازالت تهلل بأنها تعيش في الرغد وتنام وتستفيق على لقاءات البذخ والعيش على حساب الآخرين بلا ضمير، ولا يهمها إلا نفسها وليأتي الطوفان من بعد، وهو صراع الخبث الذي جر المسلمين والعرب للتفاهات والتأخر، دول تمتلك ثروات هائلة من المعادن والبترول وحكامها مشحونون بالحقد والحروب ومشبعون بالجهل والبغض والضغينة، أموال كثيرة وعقول صغيرة لا تستطيع صناعة حفاظة… كان من الممكن أن نكون أكثر جمالاً، إلا أننا تأخرنا كثيراً جدّاً، لكن للأسف أمتنا في ذيل القافلة، والعرب مهتمون ببناء السجون أكثر من بناء المستشفيات، والإنفاق الأمني والعسكري أكثر من الإنفاق العلمي والطبي، فإلى متى يكف العرب عن التهريج، من المحيط إلى الخليج ؟