في سؤال لرئيسة قسم علم الڤايروسات بكلية البيولوجيا بجامعة موسكو “أولغا كلربوڤا” حول إمكانية إصابة شخص بڤايروس الكورونا وشفائه دون أن يدري، كان الجواب قطعي ب نعم وبكل تأكيد . إضافة إلى الأشخاص « Asympthomatiques » حيث لا أعراض ضاهرية على الإطلاق ، توجد حالات حاملة للڤايروس بأعراض مشابهة للزكام أو السعال وهي نسبة الغالبية من المصابين ، هؤلاء بمجرد راحة بسيطة في البيت مع أدوية بسيطة ك “الپاراسيطامول” أو “طوبليكسيل” … هؤلاء يجتازون المرض ويكتسبون مناعة تحصنهم وتحصن محيطهم من العدوى . بلدنا المغرب اعتمد الحجر الصحي وملازمة البيت ما أمكن، وإحدى الفوائد هي إمكانية التغلب على الڤايروس بشكل طبيعي لدى قرابة 80% من المصابين حيث الأعراض طفيفة عليهم بحسب منظمة الصحة العالمية … وهنا أيضا ما اصطلح عليه خبراء الڤيرولوجيا ب “مناعة القطيع” (Herd immunity) حيث يصبح المجتمع محصنًا بشكل طبيعي دون لقاح إجباري بالضرورة . بطبيعة الحال، الڤايروس سوف يقضي على الفئات الهاشة مناعيا من مسنين وأصحاب أمراض مزمنة في ظل غياب رعاية طبية .. بمعنى آخر في غياب إمكانية وقف الڤايروس كلينيكيا، تبقى الكلمة ل “مناعة القطيع” كما وصفها أهل الاختصاص (للأسف يرون البشر قطيع!) وهي الاستراتيجية التي اعتمدتها بريطانيا في بداية الجائحة وتسير عليها الويلات المتحدةالأمريكية ، إذ يقبلون بموت 200 ألف مواطن ثم تستقر الأمور (حسب تصريحات ترامپ) .. يبقى أن الڤايروس موسمي، ويرجح أن يختفي في موسم الصيف، كما يمكن أن يعود في موسم الشتاء والخريف المقبل أكثر شراسة ويقتل عددا أكثر من البشر كما حصل مع الانفلونزا الإسبانية منذ قرن .. إذن، جيد جدا أن يكتسب الإنسان، المغربي الدرويش، مناعة ذاتية وطبيعية خصوصًا في ضل الواقع المحزن من حيث الإمكانيات المسخرة للتطبيب والطاقات الساهرة على القطاع .. إنما الحل الصحيح والدائم هو جعل الصحة والتربية والتعليم أولوية الأولويات والاستثمار الصحيح في كل ما يضمن الأمن والسلامة واستمرارية الحياة في بلدنا . فلنستبق الجولة المقبلة إذن .. لدينا كل ما يكفي لذلك .