ينبغي أن نعلم أن المشير خليفة حفتر له جنسية أمريكية، وقد حصل عليها بعدما أقام في لانجلي فرجينيا مقر المخابرات الأمريكية لمدة تزيد عن عشرين سنة، بعد أن توسط له الأمريكان للإفراج عنه من سجنه بدولة تشاد، حيث كان أسيراً لدى القذافي، لقد كانت تهيئه المخابرات الأمريكية لمحاربة الزعيم معمر القذافي وخلافته بعد إسقاطه، فعلاقته الحميمية بالمخابرات الأمريكية لا تدع مجالاً للشك بأن حملته على طرابلس هي مشروع أمريكي يستهدف الشعب الليبي ومستقبله، لكن مع الأسف مشروع خبيث ينزل بأيدي عربية وسخة وفي مقدمتها الإمارات والسعودية ومصر. بعدما سيطرت حكومة الوفاق الليبية على قاعدة الوطية منذ أسابيع قليلة وانتزاعها من قبضة حفتر، بدأت إذاعة حفتر داخل مدينة ترهونة المحاصرة من قبل جيش حكومة الوفاق الليبي تحرض شباب ترهونة للخروج ومقاتلة حكومة الوفاق وتصف جيشها بأنه مليشيات مدعومة من المستعمر التركي رغم وجود إتفاقية تعاون مشتركة بين الحكومتين الليبية والتركية، ونسي المأفون حفتر أن خبراء روس وفرنسيين محاصرين في قاعدة الوطية العسكرية في الغرب الليبي إضافة إلى مرتزقة من مصر والإمارات وغيرهم من الذين تتآمر دولهم على ليبيا في محاولة لتقليد تجربة السيسي الإنقلابية لعلها تنجح في ليبيا عن طريق العميل خليفة الشر حفتر ، إلا أن الخبراء الفرنسيين إنسحبوا من قاعدة الوطية باتجاه الحدود التونسية باتفاق مع حكومة الوفاق والتزاماً بالخروج من لعبة حفتر. بعد التخلي على حفتر من داعميه لسبب انشغالهم بوباء كورونا، وإحساسه بالخطر المحدق والهزيمة، بدأ المجرم يستجدي الهدنة من قوات الوفاق، خصوصاً بعد دنو ساعات حتفه، وداعموه من خلفه كحال فرعون إذ أوشك على الغرق. اليوم قبل ظهر الجمعة سقوط آخر معاقل حفتر في مدينة ترهونة في الغرب الليبي على يد حكومة الوفاق الليبية والثوار بدعم تركي، طوبى للشعب الليبي وسحقاً للغرب الظالم وداعمي الإنقلابي حفتر الشر، ابن زايد والسيسي وابن سلمان. موقع ليبيا الإستراتيجي وثرواتها البترولية واتساع مساحتها وقلة سكانها جعلها محط أطماع دول الغرب أمريكا وروسيا وفرنسا بالدرجة الأولى، إلا أن حكومة الوفاق الليبية بجيشها وثوارها الأشراف حررت جميع مدن الغرب الليبي وقاعدة الوطية وأمّنت محيط العاصمة طرابلس وحررت مطارها الدولي بدعم تركي دون أن تهدم البيوت على رؤوس أصحابها كما فعل جيش المجرم بشار بدعم روسي في حلب وحمص وغوطة دمشق وغيرها بالطيران والبراميل المتفجرة. انهيار قوات المجرم حفتر في ليبيا هزيمة نكراء لمشروع الثورات المضادة، وأفراح إنتصارات الغرب الليبي وحصار ترهونة وانتصار الثورة الليبي دليل على أن الشعوب الحرة لا تقهر الأبد، ومن ظن ذلك فهو واهم، الحق له صولات وجولات بإذن الواحد القهار.