سيرا منا على نهج الاسهامات المساهمة في اغناء المنتوج التأريخي للذاكرة الجمعية المحلية من بوابة الثقافة المناقبية الهايجوغرافية المهتمة بالتنقيب عن مناقب و كرامات و حكم الصلحاء على ارض تساوت الخضراء … ارتأينا هذه المرة تسليط الضوء على واحد من الصلحاء ممن حامت حوله الشكوك … فكما يعلم الجيل القديم من ابناء القلعة ان مدينتنا لم تخرج عن سنفونية التعايش العرقي و الديني و الثقافي التي كانت تطبع المجتمع المغربي و تشنف مسامع التواقين للسلام و قبول الاخر على اختلاف عرقه و دينه و ثقافته ..حيث ظلت عنوانا للرقي الحضاري الى حدود ثلاثينيات القرن الماضي . من خلال تأثيثهم لكل المظاهر الادارية و الخدماتية و الاقتصادية للمدينة التي ظلت كنفا و حضنا آمنا للنصراني و اليهودي و المسلم على حد سواء كأسنان المشط لا يزيغ عن ترانيمها الا جاهل دعشوش العقل و الفكر …بجحكم الحقبة الاستعمارية توزع النصارى الى شريحتين : شريحة المعمرين المزوالين للفلاحة بكل من جنان غوبير و روما و …. و شريحة الاداريين الذين استقروا بالحي الاداري . مارسوا طقوسهم الدينية بكل اريحية في جو يسوده الامن و السلام بعيدا عن خطابات الكراهية و الدوعشة بكل من الكنيسة الكاثوليكية saint-monica التي تحولت بعد الاستقلال الى مدرسة ابتدائية ” المورابو ” ، مرورا الى مستوصف الترويض و طب الاسنان وراء مدرسة الحي الادراي كما ظلت مقبرة النصارى ملاذ لدفن من قضى نحبه و هي التي يشيد حاليا على انقاضها المركب الديني بالقرب من جنان روما … في حين اقتصر نشاط المسلمين الاقتصادي على التجارة و بعص الانشطة الفلاحية.. أما اليهود فقد استقر بهم المقام في حي الملاح طبقا لتسميات مناطق الانعزال اليهودي بالمغرب وداخله مارسوا انشطة حرفية كالخياطة و النجارة و الحدادة …. يقع حي الملاح على شارع الحسن الثاني بين حيي الزاوية و القلعة الراشية و على تلك الرقعة دفن ” سيد المشكوك ” و بالضبط قرب المسجد بعد جريمة عمرانية راح ضحيتها النسيج العتيق للمدينة من سور المدينة و صرحها الآمن و ما يحويه من ابواب كباب الناعورة .. جراء الزحف العمراني ازدان مولود جديد اسمه حي القلعة الراشية في منتهى شارع الحسن الثاني ، حيث يرقد سيد المشكوك و سمي بهذا الاسم لانه كان محط شك و ريبة حول انتمائه العرقي و اللاهوثي آ هو من صلحاء المسلمين ام حبر من احبار اليهود بالنظر الى موقع قبره المحاذي للحي اليهودي الملاح .. و من المحكيات و الطرائف الصوفية ان حي الملاح كانت و لا زالت تتوسطه منشأة تسمى ب ” المنزه” امام قيسارية الشابي حاليا تعود ملكيتها لاحد قياد بن عرش و هي عبارة عن دار للضيافة بينت فوقها قبة طاقتها الاستيعابية 200 ضيف من ضيوف القائد من كل انحاء المغرب …تطل القبة على بركة مائية / مسبح تقليدي ، تستغله النساء في تنظيف و غسل الملابس و الاغطية و الزرابي …يحكى و في احدى اطلالاته التفقدية من اعلى الشرفة . وقع نظر القائد على حسناء فاتنة من الحسنوات المنشغلات بالتصبين. و هي احدى حفيدات سيدي عبدالرحمان بن عبد الكريم . لكن اعجابه بها تحطم في حينه بعدما وقف عليه سيدي عبدالرحمان في المنام على هيئة أسد مصرفا فيه حكمه الصوفي بنفيه الى مشارف مدخل ولاد صبيح حيث يوجد ضريح سيدي عبدالله ” مول الخصلة ” ….. بالقرب من ” الغويبة ” ملاذ المهمومين من ابناء القلعة و المولوعين بحب الطبيعة و الدردشة و الفرفشة و تفريغ الشحنات السلبية …!!