مشهد جنائزي رهيب، وأجواء حزن تعم كل مقاطعة بيرغامو الإيطالية، توابيت الموتى تنتظر علها نجد فرصة للذفن، بعد طول عملية انتظار لايام ، لاتشم الا رائحة الموت وفقدان الاحبة دون الحق في عملية تشييع تقتضيها الاعراف من زحمة الوفيات والخوف من موت مفاجئ بفيروس كورونا اللعين الذي حطم ارواح الطيين، الااف قضوا بسب “كوفيد-19” بايطاليا الحبيبة، ذفن البعض حرقت جثث البعض الاخر من غير مراسيم جنازة ، وبوداع من بعيد،مشهد رهيب للذين يموتون باالمستشفيات فيغادرون لوحدهم، ولايقى خلفهم سوى عمال دفن الموتى لجمع حاجياتهم . إقليم لومبارديا، المقبرة التي امتلئت وصارت تستجدي الاقاليم المجاورة بحتا عن فرصة قبر، او لانتظار دور عملية الحرق في طابور طويل، امام افران مكتظة، 80 شركة لخدمات الجنازات في بيرغامو، عشرات الطلبات في الساعة، نقص في التوابيت ،ارتفاع الطلبات ، اطباء قضوا وعمال دفن الموتى بالفيروس، عمليات التحضير و الاشراف على الذفن معطلة امام حجم الجثت ،و معدل الوفيات الذي ضرب كل التوقعات امام مراى ومسمع كل العالم ، ايطاليا تذفن موتاه وتحرق جثتها في موكب حزين ،بيرغامو المدينة الجريحة التي تنوح في صمت ، “أنطونيو ريكياردي” الرجل الطيب مدير شركة لتجهيز الجنائز يبكي ويطلب الرب ليوقف الوباء الذي يحصد في صمت اسر مكلومة ، يقول اطونيو من غير المسبوق ان قمت بتجهيز 600 عملية دفن، أو حرق في ظرف وجيز ، انها كارثة انسانية حقا، يظيف ريكيردي”إن جيلاً بأكمله قد مات في غضون أسبوعين فقط، لم نشهد مثيلاً لما يحصل، إنه لأمر مبكي”. لم يعد بإمكان الاسر توديع أحبائها، أو إقامة جنازة مما انعكس نفسيا على اسر تودع احبتها، بعيدا عن شاحنة عسكرية تتوجه صوب افران الحرق المشؤومة ،وعبر قبر مجهول وبمنطقة مجهولة، تتكرر مشاهد الالم والحزن كل يوم كل ساعة ، من خلف نوافد زجاج فاصلة يتحصر الاهالي حزنا ، جنود بعيون باكية، عوض ان يواجهوا باسلحتهم عدو محتمل ، يستسلمون لموت غادر لم يستتني احد في زاوية الرحيل الاخير.