الساعة تشير 00:00 انا على الطريق، بالشاحنة مليئة بالأدوية و بعض المواد الغذائية… خرجت من الطريق السيار A4 ، اتجاها في الطريق الرئيسي إلى مستودع الأدوية، بعد عشر دقائق تقريبا ،وجدت الشرطة في الطريق توقفت ، و بعد التحية قال لي الشرطي توقف قليلا ،حتى تمر قافلة عسكرية مليئة بالجثث ، توقفت و بعد 5 دقائق تقريبا، شاهدت القافلة العسكرية المليئة بالجتث عليها علم ايطالي تمر امام عيني، صدمت للمشهد كثيرا… في تلك اللحظة ،شرطي لم يتمكن من نفسه انهمرت ذموعه، و بدأ يضرب بيده فوق السيارة و يقول (يا إلهي ما هذا يا إلهي) مرت القافلة وأتى الي الشرطي التاني و عيونه تمتلأ ذموعا ، قال لي: :يمكنك أن تغادر الآن طريق السلامة…” رغم انه أعطاني تعليمات المغادرة إلى أنني بقيت واقفا مصدوما و حزينا جدا، لم استطع ان اتحرك بسبب المشهد… نظر الي الشرطي ،و أعطاني تحية عسكرية و قال: “لك مني كل الاحترام والتقدير فعليك ان تذهب لان هناك الناس المرضى ينتظرون الدواء لا يمكن لنا أن نتوقف، لابد أن نكون أقوياء رغم الألم….” ذهبت إلى المستودع و حكيت ذللك لأمين المستودع فذهب إلى المكتب يمسح دموعه سرا… عندما يبكي الرجال فاعلم أن الهموم فاقت قمم الجبال … و رأيت امين المستودع يذرف الدموع سرا فعلمت أن همومه فعلا قد فاقت قمم الجبال …