"لن نركع...دون قتال هذه الليلة...يمكنكم حرق مساجدنا ومنازلنا ومدارسنا... لكن أرواحنا لن تموت... لن نركع...دون قتال...في غزة الليلة...."، بهذه الكلمات اختصر المغني وعازف القيثارة الأمريكي مايكل هارت ما يريد سكان غزة قوله للعالم، فكان عنوان الأغنية لن نركع التي ألف بنفسه كلماتها وألحانها تحية للشعب الفلسطيني على صموده أمام آلة الدمار الإسرائيلية والتي باتت تحترف القتل والتنكيل بأهل غزة. في أغنية لن نركع هاجم قادة العالم ووصفهم بالقادة المزعومين الذين التهوا بالجدال عن المصيب والمخطئ في هذه المجزرة، ووصف قرارات الحكام بالكلمات العاجزة التي لم تستطع فعل شيء لإيقاف ما أسماه بالمطر الحمضي. مايكل هارت الذي سبق وعمل مع ويل سميث وناتالي كول وجيسيكا سمبسون، صرح للصحيفة الإلكترونية "أمريكا إن أرابيك" بأنه كان ينوي التبرع بعائدات أغنيته للمنظمات الخيرية لكن لأسباب فنية كما ذكر تعذر عليه الأمر فاختار أن يجعل الأغنية متاحة للجميع وبدون مقابل بوضعها على الإنترنت، وطلب عبر موقعه الافتراضي من كل من ينزل أغنية لن نركع بالتبرع بشكل مباشر لأي منظمة تسعى إلى التخفيف من معاناة الفلسطينيين. وقد تداولتها المنتديات والمواقع الإلكترونية وتطوع العديد بترجمة كلماتها إلى اللغة العربية وبثها مع لقطات تعبر بالصورة عن كل عبارة تدين الصمت الرسمي وتؤكد أننا "لن نركع". وفي المغرب، لم تنتظر فرق الهيب هوب المغربية الشابة تنظيم مظاهرات ومسيرات في العاصمة الرباط للخروج للتنديد بمجزرة غزة، بل سبقوا السياسيين والنشطاء الحقوقيين وحاربوا بسلاح الموسيقى من أجل غزة، تحدوا عائق التمويل والدعم فاعتمدوا على إمكاناتهم الذاتية في تسجيلها ووجدوا في عالم الإنترنت فرصة لبث أغنيتهم التي حملت من العناوين كلنا مع غزة بعد أن رفضت الجهات المسؤولة التكلف بتمويلها، لتحقق على مواقع الفايس بوك ومايسبس نجاحا كبيرا لا يزال متواصلا، فكلماتها التي رصت بعامية مغربية أتت مؤثرة ومعبرة عن تطلع المواطن العربي إلى مد يد العون لأخيه الفلسطيني والكفاح معه من أجل الكرامة حيث لا كرامة للعربي مادام الفلسطيني لا ينعم بالسلام بكل حقوقه. "لو كان بيدي لأهديتك سلاحا بدلا من كلماتي... قلبي وكتابتي غزة اليوم معك... لديك العالي وربي دائما معك... دم إخوتنا ينزف كل يوم البعض يحتضر والبعض يحتفل برأس السنة"، هكذا غنى شباب المغرب من أجل غزة لتأتي كلمات الأغنية أكثر تعبيرا عن مدى تلاحم الشعب المغربي بمختلف أعماره وأطيافه مع الشعب الفلسطيني وتختتم الأغنية ب "رسالة من الدارالبيضاء إلى غزة.. أخي الفلسطيني السلام.. من كثرة الدم الذي سال عندكم دمعت عين.. اللذي زاد جنوني رأيت العالم ساكتا شاهدا رائيا.. السكين مثخنة بالدم في يد الجزار الصهيوني". تهافت الفرق المغربية الشابة لإعلان تضامنها مع قطاع غزة أعاد إلى الأذهان تاريخ فرق مغربية من قبيل جيل جيلالة وناس الغيوان، عرفت بالتزامها من أجل القضايا الإنسانية، ومن بينها القضية الفلسطينية ولبنان، فوصل صداها إلى العالم العربي والأجنبي متجاوزة بسحر موسيقاها حاجز اللغة، فخلدت لذكرى تل الزعتر وحصار بيروت ومجزرة صبرا وشاتيلا، وخلدت معها صمت الحكام وانتفاضة الشعوب.