قدمت المملكة المغربية، الثلاثاء بالرباط، مساهمة مالية بقيمة 57 مليون درهم لوكالة بيت مال القدس الشريف التابعة للجنة القدس، موجهة لدعم مشاريع الوكالة. وقد سلم هذه المساهمة للمدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف السيد عبد الكبير العلوي المدغري وزير الاقتصاد والمالية السيد صلاح الدين مزوار، في حفل حضره سفير دولة فلسطين بالمغرب السيد حسن عبد الرحمان ووزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد خالد الناصري والكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون السيد يوسف العمراني، إلى جانب عدد من سفراء الدول العربية والإسلامية بالمملكة. وفي كلمة بالمناسبة، اعتبر السيد العلوي المدغري هذه المساهمة تجسيدا عمليا لموقف المغرب في دعم صمود مدينة القدس، متوجها بالشكر والامتنان لجلالة الملك محمد السادس على هذا الدعم المتميز لعمل لجنة القدس، ومشيدا بجهود جلالته في خدمة القضية الفلسطينية العادلة في القدس الشريف وفي غزة. كما أشاد في هذا الإطار بالمبادرات الأخيرة التي قام بها جلالة الملك من أجل مساعدة الفلسطينيين ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، فضلا عن الجهود الديبلوماسية لجلالته في المحافل الدولية بوصفه رئيسا للجنة القدس، مؤكدا أن هذه الجهود الملكية تحظى بتجاوب الشعب المغربي الذي لم تنقص جذوة حماسه لقضيته الأولى القدس الشريف وفلسطينالمحتلة. من جانبه، أوضح وزير المالية والاقتصاد أن المملكة المغربية ستساهم في هذه العملية بمبلغ 57 مليون درهم، رصد منه حاليا مبلغ 20 مليون درهم، تم تحويله لحساب الوكالة، على أن يتم رصد المبلغ المتبقي خلال السنة الجارية. واعتبر السيد مزوار هذا الدعم تجسيدا لواجب التضامن إزاء الشعب الفلسطيني الشقيق في معاناته ومحنته، داعيا جميع الدول العربية والإسلامية لتكثيف مجهوداتها لتعبئة موارد مالية لتوفير العيش الكريم للفلسطينيين. وأشار في هذا الإطار إلى الجهود التي يقوم بها بيت مال القدس لدعم صمود سكان مدينة القدس والتخفيف من معاناتهم من خلال إنجاز مشاريع ملموسة في ميادين الصحة والتعليم والإسكان والترميم للمحافظة على الطابع الإسلامي والهوية الثقافية للمدينة. من جهته، أشاد سفير دولة فلسطين بالمملكة السيد حسن عبد الرحمان بالدعم المتواصل الذي يقدمه المغرب للشعب الفلسطيني في كافة المجالات، خاصة في مدينة القدس، وبإجماعه ملكا وحكومة وشعبا، على الوقوف إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني دون شروط أو قيود معتبرا هذا التأييد مصدر فخر واعتزاز. وأكد السفير على صمود الفلسطينيين أمام هذا العدوان الإسرائيلي الذي يهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطيني، من خلال عمليات الإبادة الجماعية الواقعة تحت مرأى ومسمع العالم حاليا في غزة سعيا لإنهاء القضية الفلسطينية وكسر عزيمة هذا الشعب عبر الترويع والقتل والدمار والتهجير.