وأنا انخرط هذا الصباح في عوالم كتاب : موسم روابط الرحامنة– الذاكرة والمجال ، والمقدم على هامش فعاليات الدورة الاولى ككتاب متعدد الهوية ليس لأنه كتب بأصوات متعددة ولكن اجد انه كتاب تداخلت فيه كل اللغات في تداوليتها الخطابية واللسانية التي تمتح من النظرية المعيار الخاصة بالاشتغال على الذاكرة كشكل من اشكال تأسيس الوعي بقبيلة الرحامنة قبل أن تصير كيانا يمتد على خريطة الوطن بجهة مراكش أسفي ويتمدد في الصحراء عبر الثقافة والتاريخ . كتاب مواسم روابط الرحامنة ، الذاكرة والمجال يبدأ في التأسيس لذاته عبر اللغة واللغة تصير خطابات يتداخل فيها السوسيولوجي والانثربولوجي والتاريخي والجغرافي واللغوي والأسطوري كبداية متصلة باستمرار لتجد اللغة ناسها ويجد الناس حكايتهم وذلك بتوليفة تكونت على يد كل من عمر الابوركي وعبد الله باعلي وعبد الرحيم العطري ومحمد عبد ربي ومحمد فلاحي وبتنسيق من محمد ناجي بن عمر تناولت الذاكرة الجماعية المتمثلة في كل القضايا لتي تهم بناء القبيلة ومراحلها تنقلها واستقرارها عبر المجال بتجاوزوها عبر تأثيث مكانها بالعبارة ، في محاولة لاكتشاف مغامرة النبش في تاريخ منطقة وقبيلة حملت كل المتناقضات وجعلت مما اسماه محمد ناجي بن عمر من الكائن الرحماني كائنا متعددا ومتفردا هلاميا يرفض الوحدة خارج منطقته لأنه قابل للذوبان في جميع الأمكنة والأزمنة وهو تمثل يستدعي معه قراءة كل الأسئلة الأكاديمية المحملة بأسئلة البحث العلمي التي تحيط به . ماذا يعني كتابة الذاكرة ؟ سوى أن نعاود ما بدأه الآخرون وانتهوا إليه وذلك بالمغامرة للبحث عن إجابات بداية تشكل الهجرات والاستيطان كمعنى وحيد لمغامرة التنقل والضرب في الأرض بحثا عن الاستقرار النفسي قبل الاستقرار المكاني لان احتفاء الكتاب بالمجال احتفاء بالفضاءات المترامية بقبيلة تمتد من الواد إلى الواد ، لهجتها، ايقاعاتها اليومية ، لا تختلف في أي شيء عن القبائل الأخرى ، لأنها جميعا مسورة بتاريخها وجغرافيتها وكينوتها الإنسانية التي يجعل منها تبني سؤال شرعيتها في خطاب الوطن الذي تتعد فيه كل الأمكنة بخصوصية الجمع الذي لا يقبل القسمة ولا التعدد. شرعنة سؤال البحث عن الذاكرة وتحصينها سؤال يهم الوطن ككل ربما هذا هو السبيل لنقارب العالم ، لان انمحاء القبيلة كان له الاثر في مدن أخرى تاريخية ارتبطت بالعمران كما يرى ابن خلدون أكثر من ارتباطها بعادات قد تموت مع التاريخ فالتبوريدة مثلا نجدها مطروحة في كل القبائل مما يعني أن ماضيها ليس متفردا لان الحاضر لا يسمح لنا بانتظار البحث عن اكتشاف الذات وكأنها ذات بلامعنى لأنها لا زالت تبحث عن مفرداتها وكينونتها … كتاب : موسم روابط الرحامنة …الذاكرة والمجال كتاب يستحق أكثر من قراءة ومتعته انه يأتي في وقت كما يقول الباحث محمد ناجي بن عمر يدعو فيه العالم إلى الوحدة عوض التمزق وان الحديث عن الروابط يعني البحث عن ثقافة إنسانية تعاكس ثقافة المجزرة وتقاليد التعصب وأعراف القمع ، ثقافة تقول أنانيتها مهما كانت الاختلافات في لحظة انهيار القيم.