شكلت مداخلة عامل إقليم الرحامنة السيد فريد شوراق خلال اللقاء التواصلي حول التأسيس لمقاربة تشاركية مندمجة واقتراح خريطة طريق جديدة من اجل إعداد وتتبع برامج المشاريع التنموية بإقليم الرحامنة مدخلا لقراءة جديدة تعمل على الخروج من التصورات الجاهزة و اليومية والمستهلكة التي ينتجها الكثيرون عن المجتمع المدني و استبعاد إمكانيات إسهامه في التنمية الديمقراطية أو الحوار العمومي وتدعيم الحس النقدي العام. دعوة عامل الإقليم إلى التحسيس بالعملية التشاورية في تتبع الاوراش التنموية تعني أن المجتمع المدني مشروع ينتمي إلى المستقبل، ويرتبط بأفق الحداثة السياسية والمواطنة والحرية لان أي مشروع تنموي لم يعد محكوما بتحولات السياسة بقدر ما أصبح يأخذ مسافة كبيرة مع الدولة ، وبتحولات اقتصادية جعلت نموذج الاقتصاد السياسي المبني على الهيمنة يفتح أفقا جديا أمام الفاعلين المدنيين كقوة اقتراحية جديدة مبنية على العقد الاجتماعي . القراءة التفكيكية لمنظومة القرار المفتوح للفاعلين المدنيين يقول عامل إقليم الرحامنة وهو احد النخب الثقافية الفاعلة التي عملت في مشروعها العلمي ومنذ الثمانينات على تفكيك خطاب المجتمع المدني والتنمية وتحليل كيفية اختزال دينامية المجتمع المدني بناءً على مؤشرات منطقية تنبني على الانخراط الفعلي أكثر من الجانب الكمي لبناء مجتمع مدني بكل حمولته القيمية التي تعيد بناء مفهوم الوطن مفهوما شاملا وان المواطنة مسار تاريخي وثقافي وسياسي وقيمي طويل ومعقد.. الرسائل المبطنة لعامل الإقليم ترتبط بإعادة إيجاد قراءة سيميائية لواقع الفاعل المدني وجعله يعيد البحث عن هويته واستقلاليته وهو الذي يكاد يتفق الجميع على انه يحضر بتصور معاكس لوظيفته الأصلية، خصوصا بإقليم الرحامنة بعد أن أصبح العمل الجمعوي والإعلامي مجرد أداة في خدمة أجندة للأحزاب السياسية المهيمنة والمتعاقبة على الشأن المحلي وامتداد عضوي لبرامجها.