يجد بعض العاطلين عن العمل فرصة سانحة لشراء الكتب المدرسية المستعملة وإعادة بيعها من أجل الحصول على قسط زهيد من المال، مع بداية كل سنة دراسية جديدة. فشارع علال بن عبد الله الذي يقع وسط مدينة ابن جرير يعتبر مكانا يتواجد فيه بائعي الكتب المستعملة، الدين يكدسون كتبهم على قارعة الطريق لاستغلال هذه المناسبة السنوية. القادم إلى الشارع، أول ما يثير انتباهه هو حشد الناس الذين يأتون من مختلف أنحاء المدينة مرفقين بأبنائهم بغرض اقتناء الكتب واللوازم المدرسية.لان ظروفهم الاجتماعية المتواضعة لم تخول لهم اقتناء كتب جديدة خاصة من لديه عدة أطفال،عالم بريس تجولت بالشارع ونقلت الارتسامات التنالية. عائشة 40 سنة، جاءت بغرض شراء الكتب المستعملة وبرفقتها ابنيها الاثنين، لا يتجاوز عمرهما العشر سنوات، تحمل في يدها ورقة تحتوي على قائمة اللوازم وهي، ورقة من ملامحها تبدو لمدرسة خاصة. وعندما سألنا تلك الأم عن وجود كتب قديمة تباع هنا لتلك المؤسسة قالت بعدما رسمت على وجهها ابتسامه خفيفة " كل شيء يباع هنا" طلبت من البائع إحضار الكتب فبدأت تتصفحها ورقة تلو الأخرى من أجل معرفة هل لا يزال الكتاب يصلح لسنة أخرى، فأرجعت كتابين للبائع من أجل استبدالهما نظراً لوجود كتابات عليها بالحبر وكتابات أخرى بقلم الرصاص، ثم قالت "هذا الكتاب لا يزال نظيفا سأقوم بإزالة هذه الكتابات بممحاة"، ما يثير الانتباه هو أنها تستطيع تدريس أبنائها في مؤسسة خاصة وتريد اقتناء كتب مستعملة لعلها تريد تخفيف العبء المادي، لذلك لجأت إلى هنا نظراً لكون الكتب الجديدة مرتفعة الثمن عن المستعملة، ويمكن أن ينزل تمنها بأقل من ثلاثة أضعاف من المعروضة في المكتبات. والى جانبها شباب في مقتبل العمر يجلبون كتبهم التي درسوا فيها السنة الماضية وحتى كتب إخوانهم،فهده شابة تحمل ثلاثة حقائب متوسطة الحجم ممتلئة عن آخرها بالكتب، بعدما اقتربت من بائعي اللوازم المدرسية وبمجرد أن شاهدوها كل منهم أراد اقتناء كتبها، فطلبت منهم مائة درهم مقابل أزيد من عشرين كتاب مستعملا، فرفضوا اقتنائها لأن الثمن لم يكن مناسباً بالنسبة لهم،غادرت إلى مكان أخر مع كثير من الامتعاض الذي بدا ظاهراً على ملامحها،عشرين كتاب لا يساوي مائة درهم ترى بكم الكتب هنا؟. فالعشرات من الشباب العاطلين عن العمل والطلاب ينتظرون هذه الفرصة، حيت يقتنون عدداً كبيراً من الكتب المستعملة ويقومون بإعادة بيعها لكي يربحوا دراهم قليلة، لكي تساعدهم على متطلبات الحياة اليومية التي أصبحت مكلفة في نظر هشام ،هو طالب جامعي ويتابع دراسته بمدينة مراكش، ويستغل بدوره هذه الفرصة ليتاجر في الكتب المستعملة، دأب على جمعها منذ أسابيع قليلة ليعيد بيعها، هشام كسب عدة زبناء لكونه يتعامل معهم مند ثلاثة سنوات، يكسب هشام قسطا متواضعا من المال يخول له متابعة دراسته ولو لمدة قصيرة، لكون والده متقاعداً ويحصل على راتب يكفيه لمصاريف البيت، لهشام أربع أخوات يقتني لهم الكتب المستعملة، مما يسهل الأمر على والده. ففرشات الكتب المستعملة المتراصة مع بعضها ممتلئة عن آخرها بالزبناء، والكل يتهافت على اقتناء الكتب المستعملة، اوعرضها للبيع، الكل يبيع ويشتري ولا حديت هنا إلا عن الموسم الدراسي الجديد، الآباء متحمسون لاقتناء الكتب، والأبناء متحمسون لاكتشاف الكتب الجديدة القديمة، اقتناؤها يتطلب من المشتري أن يكون شاطراً في المساومة لكي يقتنيها بثمن يناسبه ويناسب بائعها، قلة ثمنها تجعل الطبقة المتوسطة تقبل على اقتنائها وخاصة من لديه ثلاث أبناء أو أكثر. لعل فكرة التجارة في الكتب المستعملة تصب في مصلحة البائع والمشتري، حيث تذر دخلا للعاطلين والطلاب، وتخفف عبء المصاريف لدي الطبقة المتوسطة التي أتقل كاهلها. بمصاريف الحياة التي لا تنتهي.