تعرف عدة أحياء سكنية بابن جرير ظاهرة غير حضارية يلجأ إليها الكثير من السكان ، حيث يقوم هؤلاء بالاستحواذ والتعمير فوق المساحات المجاورة لمنازلهم وبنائها خاصة من الواجهة الأمامية عبر استغلال المساحات التي تطل عليها نوافذهم وكأنها ملكية خاصة لهم، إذ يقومون ببناء أسوار تحيط بمنازلهم باستعمال الآجر أو الأسلاك وأحيانا باستخدام صفائح القصدير، فبعضهم يستعملها كحدائق خاصة بهم حين يقومون بغرس الأشجار والأعشاب داخلها، فيما يستعملها البعض الآخر مخازن لحاجياتهم وجعلها آخرون كمرائب لسياراتهم مبررين ذلك بضيق منازلهم وتؤثر هذه الأبنية الفوضوية التي تبنى على شكل أكواخ على المنظر الجمالي والطابع العمراني للأحياء، إضافة على تضييق الأزقة والأرصفة التي تعد مساحات لمرور الراجلين وكذا للعب الأطفال، هذا ما يدفع الأطفال بهذه الأحياء للعب وسط الطريق ما يشكل خطرا على حياتهم، وقد اشار الينا العديد من سكان هده الاحياء التي تشهد هذه الظاهرة أن هذه البنايات أو بالأحرى الأكواخ تشوه المدينة، فحسب رأيهم صارت أحياؤهم وكأنها أحياء قصديرية رغم أنها عبارة عن تجزئات، ويرى آخرون أن هذه البنايات تسبب عدة مشاكل بين الجيران جراء تصرفات مالكيها الذين يعتبرون كل ما يجاور منازلهم ملكية خاصة ممنوع على أي أحد الاقتراب أو الوقوف فيها، وهذا ما يتسبب في شجارات بين الجيران بالأخص حين يحاول أحدهم ركن سيارته بجوار إحدى هذه البنايات الفوضوية ليتدخل صاحبها مانعا مالك السيارة من ركنها ما يخلف نزاعات بين السكان، ، و يضيف اخر موضحا بان أكبر مشكلة تواجه جيران من احتلوا الأرصفة هي أماكن لعب أولادهم بعدما استولى عليها هؤلاء، حيث لم يعد هناك مكان آمن وبعيد عن السيارات يلعب الأطفال فيه، إضافة إلى عدة مشاكل أخرى تسببها هذه البنايات الفوضوية. وعندما سألنا شخصا عن السبب الذي جعله يطوق مسكنه من كل الجهات بالأسلاك كان رده أن ما قام به هو من حقه وأن ما جعله يفعل هذا هو منع أي أحد من الجلوس أمام نوافذ منزله، وأيضا للاستفادة من مكان شاغر قد يصبح مكانا لتجمع الغرباء ، وعن المنظر غير الحضري الذي تخلفه هاته التصرفات كانت إجابته بأن الكل يقوم ببناء المساحات المجاورة لهم ودعانا لزيارة تجزئتي الوردة والبور وحي الرياض التي تعد من الاحياءالراقية حسب تعبيره ضاحكا . وتبقى قلة الرقابة ونقص الوعي لدى المواطنين وراء انتشار هذه الظاهرة التي تعطي للأحياء صورةغير لائقة ولا تمت للحضارة بصلة، لهذا يطالب البعض بتكثيف الرقابة بالأحياء للقضاء على هذه البنايات والأكواخ التي تشوه المنظر الجمالي لعاصمة الرحامنة فهل من مستجيب؟