أثبت فريق الفتح الرباطي أنه ماض بثبات نحو تحقيق الصعود إلى القسم الوطني الأول النخبة بعدما عاد بفوز جديد من قلب مدينة الفقيه بن صالح على حساب فريقها المحلي وبثنائية نظيفة برسم الدورة 23 من بطولة المجموعة الوطنية الثانية النخبة. هزيمة بعثرت أوراق أصحاب الأرض الذين تجرعوا مرارة ضياعة فرصة الاستقبال لإضافة ثلاث نقاط كانوا في أمس الحاجة إليها لإنعاش رصيد في سلم الترتيب العام. بداية اللقاء شهدت اندفاعا للفريق المحلي في محاولة منه تسجيل هدف طال انتظاره إلا أن جل محاولات زملاء المخضرم هاني الزيتوني لم تعط أكلها خصوصا في الدقيقة (8) بواسطة اللاعب دودوديا لم تشكل أدنى خطورة على مرمى الحارس خالد فوهامي، تلتها فرصة أخرى عن طريق هشام برادة بعد تنفيذه لضربة خطأ في اتجاه منطقة جزاء الفتح ودفاع الأخير يتدخل بقوة لإفشال هذه العملية. رد فعل الزوار كان قويا من خلال شنهم لهجومات مسترسلة ومنظمة عن طريق الثلاثي يوسوفو والزيتوني والشطبي اكتست خطورة بالغة على شباك الحارس بلكميري لتأتي الدقيقة 21 التي تعرف إصابة اللاعب الفتحي منصور بالتواء على مستوى المرفق بعد اصطدامه مع أحد لاعبي الفريق المحلي اضطر معه المدرب عموتة إلى تعويضه بزميله بدر مليان هذا الأخير أنعش خط الوسط وكاد يصطاد الهدف لولا الكرة التي اصطدمت بوسوفو بعد تنفيذه لضربة خطأ مباشرة (د 26). عموتة ومن جانب معرفته الجيدة للخصم ملأ وسط الميدان وعمل على تشبيت الدفاع وسد جميع المنافذ على عناصر الفقيه بنصالح من خلال الكثافة العددية والضغط على حامل الكرة مركزا على المرتدات الهجومية التي اكتست طابع الخطورة على دفاع الفريق المحلي والحارس أبرزها تسديدة مراد الزيتوني التي ارتطمت بالعارضة. وتواصل الضغط الفتحي إلى حدود الدقيقة 44 التي أثمرت عن توقيع الهدف الأول بعد مرتد هجومي قاده الزئبق الشطبي الذي أرسل قذيفة صاروخية فشل بلكميري في التصدي لها لتعود الكرة من جديد إلى رجل القناص والهداف يوسوفو الذي لم يجد أدنى صعوبة في إيداعها الشباب معلنا عن افتتاح التسجيل لصالح فريقه الفتح، لينتهي الشوط الأول بتقدم الزوار بهدف دون رد. خلال الجولة الثانية تحركت آلة المحليين بحثا عن إدراك التعادل وذلك بشنهم لحملات هجومية عن طريق الثلاثي دودوديا والبدري وبرادة لم تسفر عن أي جديد يذكر، وذلك بفعل الجدار الإسمنتي الذي أقامه دفاع الفتح وكذا تواجد حارسا مستميتا اسمه خالد فوهامي الذي تمكن من صد جل محاولات الفريق المضيف. ولضخ دماء جديدة على مستوى خط الهجوم بادر المدرب عموتة إلى سحب رشيد روكي (د 68) وعوضه بالركادي الذي فعل ما شاء بدفاع الفقيه بن صالح واستطاع بفضل ذكائه وحسه التهديفي من اقتناص هدف ثاني في (د 74) ألهب حماس الجماهير الفتحية التي أبت وكعادتها إلا أن ترافق فريقها في هذه الرحلة خصوصا الجمعية الرياضية لأنصار ومحبي اتحاد الفتح الرياضي احيث آزرت وساندت الفريق بشكل حضاري ينم عن احترافيتها. باقي دقائق هذه الجولة اتسمت بضغط عشوائي من طرف لاعبي الفريق المحلي الذين بدوا مشتتي الذهن والتركيز مما يؤكد مرة أخرى تراجع مستواهم وافتقدوا للإيقاع المطلوب كفريق راهن عليه محبوه هذا الموسم للعب الدور الطلائعي في هذه البطولة. ومباشرة بعد نهاية المباراة خص الحسين عموتة مدرب فريق الفتح الرباطي «العلم» بتصريح أكد فيه «صراحة كان هذا الفوز مهما بالنسبة إلينا نظرا لبعد المسافة وكذا ظروف المقابلة التي جرت في ملعب لا تصلح أرضيته لممارسة كرة القدم، وهذا ما جعل اللقاء يبدو صعبا، إلا أن جميع العناصر تعاملت معه بشكل جيد، وحاولنا كبح جماح هجومات الخصم والاعتماد على المرتدات والحمد لله اللاعبون لعبوا بقتالية كبيرة منحتها الفوز». ومن جهته اعتذر مصطفى شهيد مدرب فريق الفقيه بنصالح عن إعطاء أي تصريح للصحفيين الذين حضروا لتغطية المباراة فحولنا الاتجاه نحو اللاعب طارق رامي من صفوف الفريق المحلي الذي قال ل«العلم»: «في الحقيقة اليوم لعبنا مباراة في المستوى وكنا الأقرب للتهديف في أكثر من مناسبة إلا أن مجهوداتنا لم تثمر عن أي هدف، أظن أن ذلك راجع لسوء الحظ الذي مازال يلازمنا والأكيد سنحاول التغلب عليه في الدورات القادمة إن شاء الله».