لئن كان الاقتصاد طغى على اهتمامات الناخب الإسرائيلي في اقتراع عام 2006 ، فإن الهاجس الأمني هو الذي يطارده في الوقت الحالي, حسب ما جاء في "واشنطن تايمز, "مشيرة إلى ما أظهرته استطلاعات الرأي من تقدم أحزاب اليمين لتركيزها على توفير الأمن لإسرائيل في ظل التهديد الإقليمي والمحلي الذي يواجهها. الصحيفة الأميركية قالت في افتتاحيتها إن الانتخابات، التي شهدتها إسرائيل عام 2006 ، كانت استفتاء على القضايا الاقتصادية أكثر منها على القضايا الأمنية, إذ كان الوضع الأمني حينها مستتبا بشكل كبير ، وكان عدد الصواريخ ، التي تطلق من غزة ، قليلا ، وقضى جدار الفاصل على العمليات الاستشهادية بشكل شبه كامل. وهذا ما حدا بالإسرائيليين آنذاك للتصويت لجيوبهم ، ففضلوا أحزاب يسار الوسط الداعية إلى مزيد من الإنفاق على الخدمات الاجتماعية، واستبعدوا الصقور الذين يركزون في الأساس على المسائل الأمنية من أمثال حزب «الليكود» الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو. لكن السنوات الأربع الأخيرة شهدت -حسب الصحيفة- تهديد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بمحو إسرائيل من الخريطة، وتعزز ذلك باستمرار الجهود الإيرانية لتطوير برنامج نووي تقول إسرائيل إنه يهدف للحصول على أسلحة نووية. كما شنت إسرائيل، خلال هذه الفترة، حربين غير حاسمتين ضد كل من «حزب الله» في لبنان ، و«حماس» في غزة,. وتحت عنوان "الانتخابات الإسرائيلية استفتاء على حرب غزة" ، ذكرت «واشنطن تايمز» أن كثيرا من الإسرائيليين يعتقدون الآن أن بلدهم لم يعد بوسعه تبني خيار جعل الانتخابات الحالية استفتاء على من سيوزع الثروة بشكل أفضل، ويحرص على توفير نظام ضمان اجتماعي أوسع, وإنما عليه أن يختار الأفضل لمواجهة التحديات التي تطرحها إيران وعملاؤها. الصحيفة قالت إن نتنياهو، الذي أظهرت استطلاعات الرأي أنه المتقدم في الانتخابات، وعد -إن فاز- باجتثاث «حماس» من غزة, متهما الحكومة المنصرفة بأنها أنهت الحرب قبل تحقيق الهدف الذي شنت من أجله. ونقلت الصحيفة عن زعيم حزب «الليكود» تلميحه إلى أنه سيشكل حكومة ائتلاف مع حزبيْ «العمل» و«إسرائيل بيتنا» , وأضافت أن كل الأحزاب الإسرائيلية مجمعة على أن إيران لا يمكن أن يسمح لها بامتلاك أسلحة نووية. وأشارت في هذا الصدد إلى رفض الإدارة الأميركية السابقة تزويد إسرائيل بقنابل مضادة للملاجئ يتوقع أنها كانت تنوي استخدامها لتدمير المنشآت النووية الإيرانية المدفونة تحت الأرض. وفي الأخير, تساءلت الصحيفة عما إذا كان الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما ، الذي وعد بإجراء مباحثات مع الإيرانيين، سيقبل بتزويد نتنياهو بالقنابل المضادة للملاجئ إذا قررت إسرائيل مهاجمة إيران, وإذا رفض أوباما ذلك ، فهل ستقدم إسرائيل على التصرف وحدها ومهاجمة الصواريخ والمنشآت النووية الإيرانية؟