نظمت جمعية سكان جبال العالم - فرع المغرب - يوما دراسيا تحت عنوان « إشكالية التنمية بالأطلس المتوسط ، جهة مكناس تافيلالت» يوم 17 يوليوز الجاري ، في ضيافة قبائل «أيت علا اركلاون» جماعة «تكركرا» بمنظر ايطو ، دائرة أزرو. ويأتي هذا اللقاء في إطار تفعيل ميثاق ملتقى أمغاس بتاريخ 8 مارس 2008 الذي أقره ممثلون عن قبائل الأطلس المتوسط والجمعيات الثقافية و التنموية من نفس المنطقة، والذي أوصى بطرح إشكالية التنمية للمناقشة، قصد الوقوف على المعوقات البنيوية التي تحول دون خروج هده المنطقة من الفقر، رغم ما تزخر به من ثروات طبيعية ساهمت ولا تزال، في دعم ازدهار غيرها من المناطق المغربية . وتميز اللقاء بحضور أزيد من 500 مشارك، وبتأطير من منظمات المجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين من فلاحين ومربي الماشية، تم تدارس العديد من المحاور كموضوع الغابة، الراهن و الآفاق، من تنشيط محمد مخلص من مصلحة المياه و الغابات بأزرو. و موضوع «أية إستراتيجية لحماية الماء ولأي تنمية»، من تنشيط فاسي فهري عمر من مصلحة المياه بمكناس. وقد قدمت هذه العروض للحاضرين صورة عن المنجزات وعن سياسة المصالح العمومية في تنمية المنطقة، مما أثار مناقشة صريحة من قبل الحاضرين. وقدمت الأستاذة خديجة الحيزوني عرضا حول إعلان الأممالمتحدة لحقوق الشعوب الأصيلة الذي صدر في شتنبر 2007 ، قصد التعريف به وبأهميته بالنسبة للحقوق الأمازيغية. وفي الأخير قدم فوكيك إبراهيم مداخلة حول شروط «التنمية البشرية» الهادفة، ثم أبرز في ضوئها محدودية آثار السياسة التنموية للدولة على ساكنة الأطلس. و أسفرت مناقشة محاور عن عدة توصيات منها، إعادة النظر في الظهائر الاستعمارية التي ما زالت سارية المفعول إلى اليوم والتي تحرم القبائل من الاستفادة من مواردها الطبيعية، حل مشكلة أراضي الجموع التي تحد من التنمية وفك العزلة عن جميع الدواوير المهمشة و العمل على استفادتها من التجهيزات التحتية: الصحة التمدرس الكهرباء الهاتف والعمل على الاستفادة من عائدات الموارد الطبيعية التي تستفيد منها المناطق الأخرى كالماء و الخشب و المعادن بخلق صندوق لدعم برامج التنمية بالأطلس المتوسط والعمل على بناء السدود التلية وتهيئة الأحواض المائية للرفع من الموارد المائية الجوفية والحد من تفويت العيون للشركات والتراجع عن استغلال مياه بن صميم وايموزار كندر وفي الأخير تقرر عقد لقاء آخر لتدارس المحاور الأخرى كالتعليم والصحة و الفلاحة... وقد جاء لقاء منظر ايطو بعد لقاءات سابقة نظمتها جمعية سكان جبال العالم - فرع المغرب بألنيف و الراشيدية , بالجنوب الشرقي للمغرب، ومنطقتي أو كماس و أمغاس بآزرو ضمن برنامج لقاءات في مختلف المناطق الجبلية بالمغرب بالأطلس المتوسط والريف والأطلس الكبير، في أفق تنظيم الندوة الوطنية حول الجبل بالمغرب.