أفادت وسائل الإعلام الاسبانية بداية هذا الأسبوع، أن حكومة خوصي لويس رودريغيز زباطيرو قررت إطلاق قمر اصطناعي جديد سيخصص لمراقبة عمليات الهجرة السرية ببوغاز جبل طارق. ولقد تكلفت شركة «إنضرا» الاسبانية بإعداد هذا المشروع الفضائي الذي يبلغ وزنه أكثر من 3.7 طن، حيث استخدم خبراؤها تكنولوجيات حديثة ومتطورة تسمح من خلال الإحداثيات الجغرافية والمصادر المعلوماتية بالتواصل السريع بين بلدان جنوب أوروبا وشمال وغرب إفريقيا، وبتبادل المعلومات والبيانات بشكل دقيق وفعال. وتم وضع مركز الاستقبال والبث بجزيرة لاس بالماس عاصمة جزر الكنارياس بالمحيط الأطلسي. وحسب وزارة الداخلية الاسبانية فإن هذا المشروع الذي بلغت تكلفته أزيد من 3.5 مليون أورو يدخل في إطار ما يعرف بمشروع «شبكة الحصان البحري»، ويهدف إلى محاربة الهجرة غير الشرعية بين افريقيا وأوروبا. ومن المنتظر أن يعلن المغرب قريبا ومعه الدول الافريقية المعنية بملف الهجرة كموريطانيا والسينغال وغينيا بيساو ومالي وغامبيا عن انخراطهم في هذا المشروع الأمني للاستفادة من الخدمات المتعددة التي يوفرها. وتشير آخر الإحصائيات الرسمية الاسبانية إلى أن عدد المهاجرين السريين الذين وصلوا إلى السواحل الجنوبية لمنطقة الأندلس سنة 2008 ناهز 14 ألف مهاجر غير شرعي، فيما بلغ عدد المهاجرين السريين الذين حطوا الرحال بجزر الكنارياس »(طينيريفي لاس بالماس...) وحدها حوالي عشرة آلاف مهاجر. وحسب نفس المصادر الاسبانية فإن سنة 2008 شهدت تراجعا كبيرا في أعداد المهاجرين الوافدين على إسبانيا وبلغ المعدل المسجل للانخفاض 20 ألف، مقارنة مع سنتي 2006 و 2007. تبقى الإشارة في الختام إلى أنه تنشط بمنطقة شبه الجزيرة الايبيرية وبمضيق جبل طارق وبجزر الخالدات شبكات دولية مختصة في تهريب البشر، تتوفر على تجهيزات ووسائل ومعدات لوجيستيكية جد متطورة. الأمر الذي يصعب عمل الدوريات العسكرية البحرية المغربية والاسبانية اللتان تشتغلان بشكل مشترك منذ سنة 2003. ولعل استخدام القمر الاصطناعي الجديد، سيحد نسبيا من فعالية مافيات الهجرة السرية التي تشتغل أيضا في مجال تهريب المخدرات والأسلحة.