تنامت هذه الأيام، وبشكل مثير للدهشة، ظاهرة فتح دكاكين و «براريك» يتم تخصيصها لتحضير أدوية وبيع أعشاب معجونة ومطبوخة، وأخرى مستوردة بطرق غير قانونية من خارج الوطن من قبل متطفلين وعشابة تقليديين، يقومون في غالب الأحيان بتحضير «مستحضرات طبية» داخل بيوتهم بعيدا عن أنظار المراقبين والزبناء، حتى يبقى سر التحضير لهم لوحدهم فقط. وقد وقعت حوادث خطيرة لمجرد التعاطي لمثل هذه المستحضرات، حيث أصيب أشخاص بتسممات إثرا استعمال أعشاب سامة وبطرق مجهولة، كما تم إجهاض عدد من الحوامل بسبب مايعرض من أعشاب على الأرصفة وبعض الدكاكين غير المرخص لأصحابها. * كيفية اشتغال العشابة: حسب تصريحات البعض منهم، فإن عددا من هؤلاء العشابة «المشعوذين» يكترون بيوتا بمدينة وجدة، يخصصونها لتحضير مواد سامة ومضرة بصحة الإنسان، حيث يعمدون الى استعمال بعض المواد المستورد من مصر أوالسعودية كمادة «اليبروح» وزيت الحبة السوداء، وزيوت الشعر، و «شامبوان» والمربى المبستر، والحبة السوداء، وأنواع أخرى من «الأدودية» التي يزورونها ببعض المطابع السرية بوجدة، ويبيعونها للمقبلين عليها.. وقد سبق أن قدم عدد من هؤلاء للعدالة بعد ضبطهم متلبسين. * مساعدون للمشعوذين: في هذه الصدد علمنا من مصادر مقربة أن عددا من مستخدمي بعض الصيدليات يقومون بانتحال شخصية مختصين في الأعشاب، يتعاونون مع العشابة التقليديين، حيث يقومون بتعليمهم كيفية استحضار عدد من الأدوية من أعشاب مثل زيوت الشعر ومراهيم البواسير ودهون الشعر والروماتيزم والزكام، وهي مستحضرات مزورة، الى درجة أنها أحيانا لاتحمل أسماء وعناوين أصحابها، مع العلم أن كل الاعشاب والزيوت التي لاتحمل أسماء أصحابها مزورة وخطيرة! * 90% من الأعشاب المروجة مزورة: وقد أفادنا أحد المهتمين أن أغلب ما ينتج داخل سوق الأعشاب ويروج للمواطنين عبارة عن مواد سامة ومزورة.. وجاء في إحصائيات وزارة الصحة سابقا أنه تم تسجيل حالات انتحار بمواد سامة مثل: «تكاوت» والدفلة، وحبة كري والفيجل. وبالاضافة الى وقوع وفيات جراء تناول نبتة «أداد» وقد توفي إثر استعمال هذه العشبة قبل سنة 2001 ثلاثة أشخاص بإفران، وتسمم بها طفلان بوجدة خلال التسعينات، فيما حدثت بسببها إعاقات وأمراض مزمنة! وعن علاقة هؤلاء بالشعوذة، فإن أغلبهم يتحالف مع بعض الشوافات والمشعوذين وذلك على حساب صحة المواطنين، تساندهم في ذلك بعض الجهات التي لها مصلحة في التلاعب بحياة النساء وأحوالهم، وتستفيد مباشرة من ذلك، فيعمدون الى بيع قنينات عسل لايعرف مصدرها وأعشاب غريبة بأثمنة خيالية، ومنهم من يبيع الأعشاب السامة على مرأى ومسمع الجميع، ناهيك عن أعمال بعض عمال المختبرات الذين يحولون بيوتهم أيام السبت والأحد الى عيادات طبية بتحالف مع العطارين والعشابين التقليديين.. * النساء أكثر استعمالا للأعشاب: تعد النساء الأكثر استعمالا واستهلاكا للأعشاب بدون مراعاة ما قد يترتب عنها من عواقب وخيمة، وقد يستغلن بعض هذه الأعشاب لأغراضهن الشيطانية، كما أنهن يستعملنها في مداواة أطفالهن ولهن في ذلك اعتقادات شتى! وقد بلغ عدد مستعملات الأعشاب حسب بعض المهتمين بالميدان 95 % من مجموع نساء المدينة، فيما وصلت النسبة الى 100% بالوسط القروي.. ومن أبرز الأعشاب الأكثر استعمالا وشيوعا عند النساء خاصة المسنات نجد «بوزفور وشندكورة والكوزة والعرعار والحرمل وأزير الحر» وغيرها من الأعشاب السامة! * رأي الطب والصيدلة في الأعشاب: أكد لنا أحد الأطباء والصيادلة الاخصائيين أن ميدان الطب، ميدان متشعب، وأنه خطير بالنسبة لعامة الناس، نظرا لتجاهل فعاليات مكوناته، وقد أدت عدة استعمالات لبعض الأعشاب الخطيرة الى وفيات وإعاقات مستديمة، وأصيب عدد من النساء بالقرع لاستعمالهن لزيوت تجهل فعاليتها وكيفية تحضيرها. ونصح الأطباء بضرورة الابتعاد عن الاستعمال العشوائي لهذه الأعشاب، موجها نداء الى السلطات المختصة لوضع حد لمثل هذه الظاهرة الكارثة، وبالتالي الضرب على أيدي كل من خولت له نفسه أن يغامر بحياة الآخرين!.