في تصريح خاص يعتبر فيه أوربا حليف للمغرب وهي تسعى لترسيخ وحدته الترابية في إطار الشرعية الدولية. «.. بدأت عملي السياسي منذ السابعة عشر من عمري حينها كنت طالبا بالجامعة والتحقت بحركة الشباب الاشتراكي الفلماني في مدينة لوفان مسقط رأسي فقد كنت أهوى السياسة وكانت هي كل شيء في حياتي.» سعيد الخضراوي من الجيل الثاني، مزداد سنة 1975 بمدينة لوفان، انه مزيج من الثقافة المغربية والغربية، نشأ وترعرع في احضان أب مغربي وأم بلجيكية من أصل فلاماني، مشواره المهني يكشف عن شخصيته السياسية من خلال دفاعه عن قضايا المهاجرين ووقوفه ضد أشكال التهميش والعنصرية في ظل العمل السياسي والجمعوي. بعد أن أنهى تعليمه الثانوي تابع دراسته بشعبة التاريخ الحديث بجامعة لوفان حيث حصل على الإجازة، وأكمل بعد ذلك دراسته بباريس بشعبة العلاقات الدولية ليلتحق بمجموعة من الوزارات خصوصا وزارة الداخلية البلجيكية. في سنة 1999 اجتاز مباراة الكفاءة الديبلوماسية حيث عين كإطار من طرف وزارة الخارجية البلجيكية ليتم بعد ذلك تعيينه كممثل دائم لبلجيكا لدى الأممالمتحدةبنيويورك حتى نهاية سنة 2000. «مباشرة بعد عودتي من نيويورك تقدمت للانتخابات المحلية بمدينة لوفان حيث تم فوزي وعينت عضوا نائبا للعمدة مكلفا بالثقافة والتعليم والتعاون والتنمية والشؤون الاجتماعية ببلدية لوفان». مسؤولية مكنته من اكتساب تجربة التدبير المحلي أخذت طابعا إعلاميا خاصا بفضل خصوصيات عمله ومهاراته في تدبير مهامه السياسية. في 18 ماي 2003 انتخب كبرلماني بمجلس النواب الفيدرالي ضمن الحزب الاشتراكي الفلاماني عن الدائرة الانتخابية برابن فلامن، وخلال الحملة الانتخابية كان واضحا مدى اهتمام سعيد الخضراوي بالسياسة الأوروبية الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية من خلال برنامجه الانتخابي لجعل أوروبا مجالا للتعايش الثقافي والاجتماعي، حيث غادر بعد ذلك البرلمان الفيدرالي بعد انتخابه كبرلماني أوروبي. سعيد الخضراوي يعتقد أن أوروبا الموحدة أصبحت اليوم قوة اقتصادية لها وزنها الدولي بالرغم من اختلاف الرؤية السياسية فيما يخص معالجة القضايا الدولية العالقة. وبخصوص مستقبل الدستور الأوروبي اعتبر أن رفض بعض الدول الأوروبية لبنود الدستور قد يكشف عن مدى مخاوف شعوب هذه الدول من تنامي البطالة وتدني الاقتصاد في ظل التوسعات التي عرفتها أوروبا مؤخرا وهو أمر يحتاج إلى دراسة سوسيواقتصادية من جهة وإلى تحسيس إعلامي بخصوص أهمية الدستور بالنسبة لمستقبل أوروبا. إن الدستور الأوروبي قد يمكن على حد قول سعيد الخضراوي من الاندماج الكلي لدول الاتحاد وفق سياسة موحدة وشاملة وذلك لا يعني أوروبا الفيدرالية. إن الحديث عن النوع الفيدرالي الأوروبي قد يكون مصدر مخاوف لبعض المحافظين الأوروبيين بخصوص مصير الثقافة الوطنية إن ذلك لا يمنع من المحافظة على الثقافة والتقاليد المحلية لكل دولة في إطار الاندماج الكلي لكل دول الاتحاد الأوروبي. سعيد الخضراوي يرى أن أوروبا تحاول إدماج المغرب في محيطه الإقليمي من خلال التنمية الاقتصادية والثقافية، ومنحه التسهيلات المادية الكفيلة بإعطاء دفعة للاقتصاد المغربي. «إن التعريف بثقافة بلدي المغرب داخل الاتحاد الأوروبي قد يساهم في جعل العلاقات المغربية الأوروبية أكثر ديناميكية على جميع الأصعدة في إطار التعايش والتلاقح الثقافي بين دول الشمال والجنوب». وبخصوص وحدة المغرب الترابية اعتبر سعيد الخضراوي إن أوروبا حليف للمغرب، وهي تسعى دائما لحل هذا النزاع تحت غطاء الأممالمتحدة في إطار الشرعية الدولية الكفيلة بترسيخ وحدة المغرب الترابية. سعيد الخضراوي لم يخف إعجابه بالمغرب من خلال تميزه الثقافي والحضاري. «أنا سعيد أن أكون من أصل مغربي، إن زيارتي المتكررة للمغرب ضمن البعثات الدبلوماسية الأوروبية تجعلني أكثر إعجابا ببلدي الأصلي خاصة في ظل الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي عرفها مؤخرا».