ضمت مكتبات المغرب الى رفوفها ورصيدها مولودا جديدا بعنوان: «الأعوام العجاف» أو «يوميات طفولة مغتصبة» للمخرج محمد الغرملي في هذه الرواية السيرة الذاتية بكل امتياز، يحط الراوي أصبعه على أحاسيسه المؤلمة، يروي بأسلوب هادئ عنف وقساوة الكبار، الحقد والثأر العدوانية في البيوت والأزقة والمدارس؛ البؤس الأسود؛ الجوع؛ واللواط، الاستغلال الجنسي، يؤكد على إهمال الأسرة وعدم قدرة الآباء على القيام بالواجب نحو أبنائهم. إن الكتاب يعكس الحقيقة المرة التي عاشها في صباه، إنها يوميات خاصة يعبر ويشهد على ماض بشكل شبيه بعالم الأنتولوجيا. محمد الغرملي المضطلع بأحوال مدينة فاس وعمرانها، يستحضر العادات والتقاليد القديمة، والفولكلور، الحياة بين جدران الدور المغلقة. يحكيها بدقة متناهية وتركيز تام. إنه يؤرخ للزمن والمكان والإنسان، بأسلوب نابض من ذهن طفل أغلق على أسراره في خزينة ذاكرته أزيد من أربعين سنة، مع إلحاحه على إعادة حكيها بصدق وافر. صدرت هذه الرواية السيرة الذاتية، ضمن منشورات الزواية عن مطبعة الأمنية في الرباط، وتقع في 231 صفحة من الحجم المتوسط. لوحة الغلاف للفنان ناصر اشماعو.