تنطلق من جديد المواجهة/ المهزلة بين جريدة العلم ووزير الداخلية محمد حصاد في ردهات ابتدائية الرباط ، الأخير الذي دخل في مسلسل محرج وممسوخ باستهدافه مدير الجريدة، الزميل عبد الله البقالي ، برفع دعوى قضائية فضفاضة كان يروم منها حصاد لجم الكلمة الحرة والقلم النزيه للبقالي ، الذي عرى عن تواطؤ ممثلين للسلطة المحلية من ولاة وعمال في نهب أموال الانتخابات مدليا بالحجة والبرهان ، والشعب شاهد وحكم بين صحافي حر قال كلمة حق ورجل أراد لنفسه أن يكون فيه الخصم والحكم. فبعد قرار المحكمة الابتدائية بالرباط خلال جلسة 24 ماي الماضي، تأجيل البت في ملف الزميل عبد الله البقالي ، نقيب الصحافيين المغاربة ومدير نشر االعلم، تنطلق غدا الثلاثاء12 يوليوز جلسة جديدة في المحاكمة/ الفضيحة، التي يتابع فيها البقالي بناء على شكاية تقدم بها ضده وزير الداخلية محمد حصاد ، بسبب مقال تطرق فيه إلى الفساد، الذي ساد انتخابات مجلس المستشارين ، معتبرا أن المسؤولين الترابيين، كانوا معنيين بإفساد الانتخابات بالمال، وهو ما جعل حصاد يحشر أنفه في المسألة مدعيا أن في المقال سبا وقذفا لرموز الدولة ، وكأن الولاة والعمال أصبحوا من المقدسات. وقد عرفت كل جلسات المحاكمة تغطية إعلامية محلية ودولية، وتنظيم وقفات احتجاجية حضرها عدد كبير من ممثلي المنظمات الحقوقية والسياسيين والصحافيين المغاربة، المنضوين تحت لواء النقابة الوطنية للصحافة المغربية، للتنديد بمحاكمة عبد الله البقالي، والتضييق على الحريات والتعبير التي ينص عليها صراحة دستور 2011، كما تصدر للدفاع عن البقالي عشرات النقباء والمحامين لمؤازرة نقيب الصحفيين في مواجهته المفتوحة مع داخلية حصاد، في معركة يتمنى خلالها الزميل البقالي السجن فداء للصحافة وحرية التعبير والرأي. وقد أشار الزميل البقالي لذلك في تصريحات سابقة، حينما قال إن متابعته أمام القضاء لا تستهدف شخصه فقط، وإنما هي رسالة لجميع المعنيين بمسار الديمقراطية في البلاد، على بعد أشهر من الاستحقاقات التشريعية، موضحا أن المقال الذي يُتابع على خلفيته، لم يتضمن شيئا جديدا ولا اتهاما، وإنما لامس فيه أشياء حقيقية يؤكدها كل المواطنين والمتتبعين. وأضاف البقالي أنه سيحضر جلسات محاكمته، بمعنويات مرتفعة، وأنه لن يستأنف الحكم الابتدائي كيف ما كان، متمنيا أن تعود متابعته على مسار الإصلاح في البلاد بالنفع، على اعتبار أن كافة الإصلاحات التي عرفها المغرب، لم تأت على قدميها وإنما جاءت بتضحيات وبعد أزمات كبرى، على حد تعبيره.