عادت ظاهرة الكلاب الضالة لتطفو مرة أخرى على السطح بشوارع وأزقة مدينة سطات، حيث لوحظ أن مجموعة منها أصبح في الآونة الأخيرة يتزايد بشكل كبير ،مما كان عليه في السابق، وأصبحت تشكل خطرا حقيقيا على الساكنة لا من حيث شراستها ونباحها ليلا، ولا لإعاقتها لحركة السير بالطرقات وشل حركة العمال والعاملات ورواد الأسواق الأسبوعية الذين يجدون أنفسهم محاصرين أثناء ذهابهم لقضاء مآربهم اليومية . والحقيقة أن هذه الكلاب أضحت تثير الرعب والخوف في نفوس المواطنين ،خصوصا المصلين الراجلين الذين يؤدون صلاة الفجر بالمساجد ونحن في شهر الصيام والقيام من قبيل ما يحدث بالقرب من المسجد المتواجد داخل المحطة الطرقية وبتجزئة بن قاسم وحي علوان والتجزئات المتواجدة بطريق ابن أحمد ... من تسونامي الكلاب الضالة المنتشرة هنا وهناك والتي تفرض حضر التجوال للمصلين وعدم ذهابهم الى المساجد ،مما جعل البعض منهم يضطرون للاكتفاء بالصلاة داخل المنازل، دون أن يتحرك المسؤولين المحليين والاقليميين للقضاء عليها حفاظا على صحة المواطنين الذين طالتهم العديد من الاعتداءات في مناسبات سابقة. وفي اتصال بجريدة »العلم » صرح العديد من المواطنين بأن هناك أفواجا من الكلاب تأتي من المناطق المحيطة ببعض الأحياء السكنية التي يتواجد بها عدة اسطبلات وخيم يستعملونها أصحابها للدواب والأبقار والأغنام ،في مدينة حضرية عرفت توسعا عمرانيا ونموا ديمغرافيا كبيرين والتي سبق لنا أن أشرنا الى هذه الظاهرة ومخلفاتها الكارثية على صحة الانسان مرات عديدة دون أن تطالها يد المسؤولين للقضاء عليها ومحاربتها من جدورها . هذا الوضع أصبح غير محتمل ،نظرا للأخطار التي تشكلها هذه الكلاب على المارة ،ومنظرها الذي يشوه جمالية المدينة من خلال ارتباطها ببعض المتشردين والمتسكعين الذين يجوبون الشوارع الرئيسية ،واحتلالها لمنشأة عمومية كأبواب المدارس و الإدارات والحدائق العمومية بالإضافة الى تجمعها بحاويات الأزبال المنتشرة بالمدينة ،وما تخلفه من فوضى جراء عبثها بالأكياس البلاستيكية ،حيث يرافق ذلك انتشار واسع للقاذورات والجراثيم والأوبئة كالسعار وداء الكلب ،في ظل ما وصفته الساكنة المتضررة بغياب حملات وقائية من لدن المصالح المختصة للقضاء على هذه الظاهرة . و الأنكى من ذلك أن سيارة المصلحة الخاصة بإبادة الكلام الضالة التابعة لبلدية سطات تجوب شوارع المدينة ليل النهار دون أن يحرك المسؤولين المعنيين ساكنا للقيام بواجبهم المهني وبالتالي القضاء على هذه الظاهرة المشينة. إن المواطنين المتضررين يطالبون بتفعيل دور المكتب الصحي ببلدية سطات ،واستخدام آليات المراقبة في وسط المدينة وباقي الأحياء التي تفضلها الكلاب الضالة في جولاتها الليلية بكثرة، فهل ستبادر السلطات المختصة بشن حملة واسعة للقضاء عليها ؟ أم أنها ستترك الحبل على الغارب وتنتظر تكاثرها وتناسلها ..؟